الجمعة

1446-04-15

|

2024-10-18

المجاهد محمد كاوصن: من أشهر قادة الحركة السنوسية زمن الشيخ أحمد الشريف السنوسي: فصول مهمشة من تاريخ النضال ضد الإستعمار الأوروبي...

بقلم: الدكتور علي محمّد الصلابي

الحلقة الثانية

صفر 1441 ه/ نوفمبر 2019

ولد محمد كاوصن في بلدة مرقو حوالي عام (1880 م)، وينتمي إلى قبيلة إيكزكزن إحدى القبائل الشريفة في سلطنة واللميدان، وإليها تنتهي رئاستها، قاد حركة الجهاد ضد فرنسة في النيجر في الحرب العالمية الأولى، وأبلى بلاءً عظيماً، وقد عاش هذا القائد أحداث الجهاد منذ اصطدام توارق شمال النيجر ضد فرنسة عام (1901 م)، وهاجر ضمن قبائل التوارق نحو الشرق، حيث استقر بقورو، وانضم للطريقة السنوسية، وكان ضمن المجاهدين في هجومهم على وشنكال في نوفمبر في عين كلكا، وكان من ضمن المستولين على الموقع الفرنسي التابع لسرية الهجَّانة في كانم بقيادة الملازم موتوت.
وقد أعجب به أحمد الشريف وأسند إليه قيادة عين إيدي، وانطلق مجاهداً، فأغار على بيسكري عام (1910 م)، وضغطت عليه القوات الفرنسية، فلجأ إلى دارفور؛ حيث سلطنـة علي دينـار، ثم رجع إلى أوتياكا والتحق بالـشيخ محمد السني في سبتمبر عام (1911 م)، ثم سافر إلى يروكو وواداي ووضع نفسه تحت قيادة القائم مقام العثماني في عين كلكا في أكتوبر (1911 م)، وفي (23 مايو 1913 م) شارك كاوصن في معركة أم العظام ضد فرنسة ولم يتمكن المجاهدون من النصر، واستشهد القائد عبد الله الطوير الزوي أثناء المعركة، وبعدها انتقل كاوصن إلى فزان ووصل واو، ودخل تحت قيادة محمد العابد السنوسي مندوب أحمد الشريف في فزان، وشارك في جهاد أهل الجنوب ضد إيطاليـة ثم رجع على رأس مجموعة من المجاهدين للاستيلاء على شمال النيجر وطرد الفرنسيين منها، وراسل كاوصن سلاطين التوارق واللميدان، والايبر، ومشائخ قبيلته يطلب منهم إعلان الجهاد المقدس ضد الكفار، ويعدهم بالنصر ويبلغهم أن الألمان سيلاقونهم في نيجيريـة.
يقول ساليفو: «ولكن كاوصن كان قد بدأ فعلاً في مراسلة مختلف زعماء التوارق في ايبير، وخاصة سلطان (أقدز) و(تاقامه) صديقه المتواطأى معه عن طريق مراسلات سرية منتظمة».
ويقول ساليفو: «ومن ناحية أخرى قام تاقامه بالاتصال مع عدد من زعماء القبائل طالباً مساعدتهم في المعركة المرتقبة التي تستعد السنوسية لخوضها مع الكفار، فلبَّتِ القبائل: أيكزكزن، إفدين، كل أغاروس، كل فروان، نداء تاقامه على الفور، كما ردت قبائل: المشكرة، تكريكريت، واللميدان في منطقة طاوة بالموافقة على نداء سلطان أقدز، فجاءت هذه القبائل واستقرت في المدينة مع العائلات والمواشي...».
وفي سرية تامة انطلقت كتائب المجاهدين التي يقودها محمد كاوصن القائد السنوسي باتجاه أقدز في أواخر فصل الخريف من عام (1916 م)، متجنبين حر الصحراء وحاجة المسافرين للماء، وفي مساء ليلة (12 13) ديسمبر كان المجاهدون يطوقون أقدز، وقد قبضوا في تلك الليلة على مجموعة من المشبوهين ومن لهم علاقة بالفرنسيين، مثل مترجم المركز الفرنسي، وتاجر تونسي يَدَّعي بأنه يتعامل مع الفرنسيين في التجارة، كما تم القبض على شخص أمريكي تابع لجمعيات تنصيرية.
قسم المجاهدون قواتهم إلى مجموعتين:
1 المجموعة الأولى بقيادة محمد كاوصن.
2 المجموعة الثانية بقيادة أغالي من قبيلة أيكزكزن.
كانت كتائب المجاهدين تتكون من مجموعة كبيرة من الليبيين، وحوالي 40 شخصاً من الشعابنة جزائريين؛ يرأسهم مولاي قدور وهو جندي سابق مع فرنسة، فر من جيشهم والتحق بالمجاهدين، ومجموعة من أهالي توات (الجزائر)، يرأسهم بوخريض، والتحق بالمجاهدين، مجموعة من سكان الجنوب التونسي.
وبدأ المجاهدون في قصف المركز الفرنسي صباح يوم (13) ديسمبر لإجباره على التسليم، وفي (18) ديسمبر سقطت أربعون قذيفة على المركز، وألحقت به أضراراً بالغة، وكان محمد كاوصن يدير المعركة بمهارة فائقة، وقدرة رائعة، ويشرف على سير المعركة، واستطاع المجاهدون أن يستولوا على المدينة، وتحصلوا على غنائم، ولم يبق إلا المركز المحاصر الذي تخندق الفرنسيون داخله حيث تموينهم، وسلاحهم، وذخائرهم، وبدأ المجاهدون يرسلون الدوريات إلى المناطق المجاورة، وإلى تقاطع الطرق المؤدية إلى أقدز، وفي يوم (26 ديسمبر 1916 م) اصطدمت قوة من المجاهدين، بمجموعة فرنسية بقيادة الملازم سودان قادمة من زندر، وأبادتها وقتلت الملازم سودان.
علم المجاهدون بقدوم قوة فرنسية تحمي قافلة الملح القادمة من بلما، فخصص كاوصن قسماً من جماعته لحصار المركز، وانسحب بمن معه لملاقاة القافلة، ونصب لها كميناً في منطقة (شين تبوراق) يوم (27 ديسمبر 1916 م).
يقول النقيب (ساباتي) بتاريخ (28 ديسمبر عام 1916 م): «إن إطلاق النار قد سمع من بعيد في حوالي الساعة 17 من جهة الشرق، وبما أن الوقت متأخِّر فإنني لم أعين مجموعة للقيام بالاستطلاع في تلك الجهة، وكان ذلك خسارة للفرنسيين؛ لأنه كان معركة (شين تبوراق) الشهيرة لا تنسى».
وقد استطاع المجاهدون تحقيق نصر ساحق ضد القوة الفرنسية، وكان حصار معركة شين تبوراق: «60 ستين من رجال الهجانة التابعين للفصيل المتنقل قد لقوا حتفهم، فلقي الملازم ديفو والطبيب العسكري رينود والعريف مريل والعريف قازلان نفس المصير».
كما استولى المجاهدون على ستة أسرى، وستة من سكان المنطقة المجنَّدين مع الفرنسيين وأعدموهم، يقول كافيو: «ولكن من الناحية المعنوية فإن الهيبة التي أحرزها كاوصن من هذه الضربة كانت واضحة، فانتشرت أخبار الانتصار بسرعة في أحياء التوارق، فزاد من تشجيع السنوسيين وأتباعهم وأصدقائهم ورفع معنوياتهم، فحسم موقف المترددين فقرروا الانضمام للمعسكر الأقوى، وفي ذلك الوقت على كل حال كان الأقوى في نظر الأهالي كاوصن، وقد توافد التوارق إلى معسكر كاوصن للانضمام إليه، ومن أجل الحصول على الشرعية للمشاركة في الغنائم».
ويقول ساليفو: «وفي 28 ديسمبر في أثناء الليل زمجرت الطبول المعلنة للاحتفالات في مدينة أقدز، وكان الوطنيون يحتفلون بانتصارهم الساحق ضد الرجال البيض الكفار».
وكانت رسائل كاوصن تصل إلى السلاطين في مناطق التوارق تدعوهم للانضمام للجهاد ضد الكفار، وكانت في هذه الأثناء مجموعات من المجاهدين الليبيين تهاجم أزوار بشمال تشاد، وأخرى تهاجم جادو، كما أن مجموعات أولاد سليمان في شمال تنبكتو توجهت للمساهمة في حصار أقدز بقيادة الخليفة ولد محمد، وهكذا تشتت كل جهود الفرنسيين.
يقول ساليفو: «وهكذا إذاً لم يكن أي فصيل من الهجانة في كل أنحاء إقليم النيجر مستعداً للذهاب إلى أقذر، فما العمل؟ هل يطلب من فصائل السودان التدخل، وعلى الأخص من فصائل كيدال وتنبكتو التي كانت قريبة أكثر من غيرها؟ ولكن وبدون شك فإنَّ القدر قد ساعد جماعة كاوصن؛ لأنه في الواقع إذا كانت فصائل الهجانة مشغولة هنا في أي مكان من النيجر؛ فإن هجانة كيدال قد انطلقوا لتوِّهم في مطاردة غزوة عبر الصحراء».
ويقول ساليفو نقلاً عن المصادر الفرنسية: «فلا فائدة أيضاً من النظر إلى إقليم الجنوب الجزائري، فقد تم إخلاء حصن (بولينياك)، وهاجم السنوسيون حصن (موتيلانسكي)».
«كان الموقف الأوروبي هو الذي استهدفته مسألة كاوصن وهددته في إفريقية الوسطى، ألم يكن كاوصن لديه مشروع التوغل في بلاد الهوسا؟ وحينئذٍ تضامن الإنجليز والفرنسيون الذين كانوا قبل سنوات يتنافسون على هذه الأراضي التي لا يفصل بينها إلا خط وهمي يمر من ساي بارُّو ـ، فحاولوا نسيان منازعاتهم القديمة لمواجهة عدوهم المشترك».
وهكذا توحدت جهود فرنسة وبريطانية وعملاء المنطقة على محاربة المجاهدين، وعلى رأسهم كاوصن، ولقد اندلعت معارك ضارية بين القوات الأوروبية، وقوات المجاهدين، وكانت الغلبة للقوة التي ملكها الأوروبيون، وقد فصل الدكتور محمد القشاط تلك المعارك: ((لقد أتعب كاوصن الفرنسيين، وقد أبلى بلاءً حسناً، وكانت وفاته في ليبية حيث تعرَّض لكمين من بعض القبائل التي كانت تكن له الكراهية والبغض نتيجة لسوء تفاهم بينهم، فعندما مر بحطية أم العظام في جنوب ليبية بمنطقة فزان هاجمه مجموعة من الرجال، فأمر مجموعته بعدم إطلاق النار قائلاً: «هؤلاء لابد مسلمون جهلونا، فالفرنسيون بعيدون من هنا، وكذلك الطليان» وتقدم ليوضح لهم فقبضوا عليه، وضربه رجل اسمه العياط بالسوط، فقال كاوصن مخاطباً العياط: «أنا كاوصن لا أضرب بالسوط اضربني بالرصاص» فأخذوه حيث أمروه بحفر قبره بيده، وقتلوه بعد أن صلى ركعتين في (5 يناير 1919 م).
وهكذا انتهت حياة هذا المجاهد العظيم على يد أحمد العياط الذي قتل عام (1924 م) على يد أحد المجاهدين بالحمادة الحمراء وهو يقاتل مع الطليان».
أما بقية المجموعة من مجاهدي الصحراء فإنهم حين سمعوا بخبر كاوصن وظهرت لهم الحقيقـة رجعوا إلى النيجر، حيث انسحبوا ليلاً، وأخذوا معهم زنادات المدافع، وتابعتهم قوات خليفة الزاوي التابعة للأتراك الذين رغبوا ما بين عامي (1916 م 1918 م) في القضاء على نفوذ السنوسية في فزان، والذي كان يقوده محمد عابد السنوسي.
ووجدت قوات الزاوي اثنين منهم مغمياً عليهما من العطش فأسعفاهما وأرجعاهما إلى حيث دفنوا زنادات المدافع وقتلاهما، ومع الأسف الشديد والحزن العميق كان أحد أولئك القتلى السلطان المجاهد الخورير سلطان واللميدان الذي لم يستطيع مواصلة السير من العطش، وسلم ولده الصغير محمد لأحد رفاقه وسقط هناك.
واستمر عبد الرحمن تاقامة يقود المجموعة المنهكة، والقليلة الزاد، والذخيرة، راجعاً إلى الصحراء متخذاً من جبالها درعاً له.
إن تلك الفتنة التي حدثت بين خليفة الزاوي، ومحمد عابد السنوسي ساهمت في إجهاض حركة الجهاد في الصحراء الكبرى، وإني أعرضت صفحاً عن تفصيلها، أما عبد الرحمن تاقامة، فقد كان على علاقة وثيقة بالحركة السنوسية، ولذلك استجاب لنداء الجهاد المقدس ضد فرنسة، عندما وصله من زعامة الحركة، وساند حركة محمد كاوصن، وكان يموِّن ويموِّل المجاهدين طوال حصار أقدز في النيجر، والذي استمر قرابة الثلاثة أشهر، وعندما فك الحصار المجاهدون، انسحب معهم، وقاتل فرنسة بضراوة، إلى أن وصل فزّان؛ حيث استقبلهم خليفة الزاوي حاكم مرزق محارباً، ولما قتل كاوصن انسحب عبد الرحمن تاقامة عائداً إلى الصحراء.
يقول ساليفو: «كان الفرنسيون يتابعون تطورات الوضع السياسي في فزّان عن كثب، وكانوا يعلمون أن كاوصن قد قُتل، ولكن تاقامة ما زال حياً؛ مما سبب لهم نوعاً من القلق، وفي الحقيقة كانت شعبية سلطان ايبر الأسبق ما زالت عميقة، وكان الفرنسيون يعلمون أيضاً أن تاقامة يستطيع أن يجمع حوله من جديد عدداً من الأتباع، ويهدد بوجه خاص تخوم المناطق الصحراوية في النيجر».
ولذلك شرع الفرنسيون بالتصدي له محاولين أن لا يسترد أنفاسه؛ لأن مجموعات من مشايخ القبائل في النيجر بدأت تعلن العصيان بعد أن علمت بوصول المجاهد عبد الرحمن تاقامة، بل بعضهم قام بإرسال جمالاً لإنقاذ مجموعات عبد الرحمن من العطش الذي أنهكهم.
يقول ساليفو: «وكان الفرنسيون قد أخذوا على عاتقهم وبكل ثمن منع تاقامة من التوجه إلى الكفرة، أي: إلى ذلك المركز الروحي (التخريبي) الذي لعب دوراً كبيراً وهامّاً في النضال من أجل زعزعة استقرار المسيحيين في إفريقية».
وقد أرسل الفرنسيون فرقة لمصادمة تاقامة الذي وصل إلى جبال تيبستي، وشرع الفرنسيون في سجن المواطنين، وتعذيبهم وأخذ أولادهم ونسائهم رهائن، واتخذوا منهم مرشدين للطرقات لمتابعة مجموعات تاقامة الجهادية التي توزعت في الجبال، وتقسمت إلى مجموعات صغيرة لنقص الجمال والتموين، وفي يوم (8 مايو 1919 م) استطاع الفرنسيون بواسطة المرشدين أن يطوقوا المجموعة الصغيرة، وفاجؤوا المجاهدين بإطلاق النار من قريب، فسقطت تلك المجموعة شهداء في ساحة الجهاد، وكان عددهم عشرة، وأسر عبد الرحمن تاقامة وزوجته بعد أن نفذت ذخيرته، ثم أودع السجن في زندر، ومنها إلى أقدز (النيجر) حيث شهر به، وكان مكبلاً بالحديد في رجليـه ويديه وعنقه ويحرسه ستة من الجنود، وفي ليلة (29 30 أبريل 1920 م) اقتحم امر أقدز النقيب الفرنسي «فيتاني» وخنق ذلك الأسد المكبل في قيوده لتصعد روحه مع الشهداء، وأصحاب الجنان، بإذن ربها، وادعت السلطات الفرنسية بأن عبد الرحمن انتحر، ليغطوا بذلك على فعلتهم الشنيعة، وبذلك أسدل الستار على حياة هذا المسلم المجاهد الذي خاض حروباً طاحنة، ومعارك ضاريـة، وجهاداً مريراً ضد النفوذ المسيحي الفرنسي في الـصحراء الكبـرى، فعليـه من الله المغفرة، والرحمـة والرضوان، وأعلى الله ذكـره في المصلحين.
ونرجع إلى القائد العظيم محمد كاوصن لنلقي الأضواء على بعض رسائله؛ التي كان يحرّض بها الزعماء في منطقة الصحراء الكبرى لينضووا تحت راية الجهاد التي كانت تحملها الحركة السنوسية.
رسالة من كاوصن إلى أعمامه:
أقدز في (10 مارس 1917 م):
بسم الله الرحمن الرحيم: «إلى سيادة العزيز الكريم الكامل، إلى عمنا الحاج موسى، وعمنا (أدمير)، وإلى جميع قبيلة (إيكزكزن) وكل من في حمايتهم، السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته، وعلى كلِّ أحبابكم وأصدقائكم سلاماً تاماً يعمكم جميعاً أنتم وبلادكم.
إن سألتم عنا فنحن على خير، ولا ينقصنا ولا نهتم إلا بكم، ونرجو من الله أن نلتقي معكم قريباً، والله سميع مجيب الدعوات، ونطلب من الله تعالى أن يجمع شملنا بجاه النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم.
ونحيطكم علماً بأن ما يجري في الوقت الحاضر ليس إلا خيراً، وأن الله سبحانه وتعالى والزعماء قد طردوا الفرنسيين في بلاد (أزقير)، وأن المجاهدين قد استولوا على مراكزهم.
إن المسلمين جميعاً قد قاموا إلى الجهاد، وإن الشعانبة الذين كانوا مع أعداء الله قد انقسموا، فهرب بعضهم وذهب إلى المناطق الرملية قرب (غدامس)، وكذلك الذي يسترونه في رسالة أخينا المختار بن محمد بأن قوات كبيرة تتوجه الان إلى الإقليم الذي يحتله الفرنسيون أعداء الله ورسوله، واعلموا أن الحكومة التركية والألمان ينتظروننا في (كانو) حيث سبقونا، ولا تشكوا في ذلك، وكونوا رجالاً وانتظروا.
إن كل البلاد التي ستفتح بين البحر ومصر، ستُسلم إلى الحكومة السنوسية، وتلك هي النصيحة التي أوجهها لكم؛ تمسكوا بها إن الله العلي القدير قال لنبيه صلى الله عليه وسلم:{إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القَصَص: 56]
والسلام، إنها رسالة قادمة ممن يدعون الله من أجلكم، وعنهم كاوصن بن محمد»
كتبت في 6 ذي الحجة 1334 هـ، أكتوبر 1916
ومختوم بختم يحمل العبارة التالية:
خادم الحكومة السنوسية
حاكم وادي فزّان
كاوصن 1334 هـ
ومن رسائل محمد كاوصن إلى قبيلته يخبرهم بقوله:
«وإننا نخبركم بأننا قد أرسلنا من طرف سيدنا الأكبر السيد محمد العابد الشريف بارك الله فيه وبارككم، فأمرنا بإنهاض الناس وتحريضهم على القتال في سبيل الله والطريق المستقيم وعلى كلمة الدين..».
ويقول في فقرة أخرى من الرسالة:
«وكل ما نريده هو أن يتبع الناس جميعاً الطريق المستقيم؛ لأننا نعمل وفقاً لإرادة الله، ونطيع أوامر السيد العابد؛ لأن عهده قد بدأ بدون أدنى شك، وبكل يقين، وليس هناك سلطة أخرى غير سلطته؛ لأن العالم قد قسم، فأخذ كل واحد نصيبه وذلك بمشيئة الله وأنتم من الجزء الذي يقع في نصيب السيد محمد العابد. يا أيها الناس فكروا جيداً، إننا مبعوثون من عنده لنهديكم إلى الصراط المستقيم، ونقوم بإدارة بلادكم، فلتبق هذه الكلمات في ذهنكم، وتقبلوا تحيات خادم الطريقة المجيدة الشريفة الصحيحة الطريقة السنوسية...».

مراجع المقال:
1.علي محمد محمد الصلابي، مِنْ أَعْلَامِ التَّصَوُّفِ السُّنِّيِّ: 7سيرة الزعيم أحمد الشريف السنوسي،دار الروضة،اسطنبول،1438ه،2017م ص(25:15)
2.محمد سعيد القشاط، جهاد الليبيين ضد فرنسا في الصحراء الكبرى 1854-1986،دار الملتقي للطباعة والنشر،1998، ص(244)
3.ساليفو، الثورة السنوسية،ترجمة عبد الرحمان عبد اللطيف، المركز النيجري للبحوث والعلوم الإنسانية، نيامي 1973، ص (157).


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022