من كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار (ج1):
إصلاح الدواوين أحد أهم ركائز النظام الإداري في عهد عبد الملك
الحلقة: 114
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
جمادى الأولى 1442 ه/ ديسمبر 2020
اهتم عبد الملك بن مروان اهتماماً خاصاً بإدارة شؤون الدولة، وسار على نهج معاوية في تطوير المؤسسات والاهتمام بالإصلاحات، وقد قام بتطوير الجهاز الإداري وتنشيطه، وقام بتعريب الإدارة والنقد، وهو ما يعرف بحركة التعريب، كما استعان بنخبة من أمهر رجال عصره في الإدارة والسياسة، فقد كرّس عبد الملك كل وقته وجهده لتوطيد أركان الدولة وتنظيمها والسهر على سلامتها، حتى تركها قوية غنية مرهوبة الجانب مرعية السلطان .
وقد أعاد عبد الملك تنظيم الحكم الأموي على أسس جديدة، واستفاد من سياسة معاوية ومن الأنظمة التي وضعها، ولكنّ نزعته للتفرد بالسلطان والحكم جعلته يخالف معاوية رضي الله عنه في كثير من الأمور، فمعاوية كان يُشعر جلساءه وقواده وولاته على الأقطار أن لهم الحرية في النقد والقول والرأي، أما عبد الملك فلا يشعرهم بشيء من ذلك، فهم بين يديه ليسيروا على هواه وليقدم إليهم الأوامر فينفذوها، فما كان يسمح لجلسائه بأن يجتزئوا من سلطانه شيئاً، وقد نظم دولته على هذا الأساس من التمسك بالسلطان والسيادة والانفراد، ونظم وسائل الحكم تنظيماً جعله السيد المتفرد في دولته،
1 ـ ديوان الرسائل:
وقد تطور هذا الديوان كثيراً في عهد عبد الملك، وازدادت أهميته بشكل واضح ولا سيما أثناء ولاية الحجاج للعراق، نظراً للمستجدات السياسية والعسكرية، ووجود المتمردين والخارجين على الدولة، مما استوجب متابعة أخبارهم، فكان الخليفة عبد الملك يكتب للحجاج بشأنهم، مما كان باعثاً مهماً لازدهار ديوان الرسائل والكتابة، فكانت هذه الرسائل تصدر من الديوان بشكل مستمر إلى من يهمه الأمر لمعالجة أوضاع تلك الاضطرابات ، حيث إن الخليفة عبد الملك كان غالباً ما يلجأ إلى المكاتبات السياسية في محاولة منه أن يفتَّ في عضد قادة الحركات، فقد راسل ـ وقبل اجتماع الأمة عليه ـ مصعب بن الزبير، وابن الأشتر ، كما كان يرسل التوجيهات الإدارية والعسكرية إلى ولاته وقادته.
وكان من الطبيعي أن تزداد مراسلات الحجاج إلى ولاته وقادته ومراسلاتهم إليه كالمهلب بن أبي صفرة مثلاً ، ويلاحظ كثرة التواقيع في مراسلات الخليفة عبد الملك مع الحجاج بن يوسف الثقفي، والتي تؤكد أهمية ديوان الرسائل وتطوره، وتوضح في جانب منها طبيعة سياسة الخليفة الإدارية؛ فوقع مثلاً في كتاب أرسله إلى الحجاج: جنبني دماء ابن عبد المطلب فليس فيها شفاء من الطلب ، وجاء في كتاب للحجاج: ارفق بهم؛ فإنه لا يكون مع الرفق ما تكره ومع الخرق ما تحب .
ونظراً لأهمية الرسائل فإن الخليفة عبد الملك بن مروان، وكذلك الحجاج لم يستخدما في هذا الديوان إلا من هو موضع ثقة وأمانة وإخلاص، كما اختير الكتاب الحاذقون الذين يجمعون بين الخبرة الإدارية في كتابة الرسائل وإجادة أسلوب المخاطبة، ومن أشهر من استخدمهم الخليفة عبد الملك: قبيصة بن ذؤيب، وبلغ من علو مكانته أنه كان يطلع على الكتب الواردة إلى الخليفة قبل أن يعرضها على الخليفة نفسه . ومن كتَّابه المشهورين روح بن زنباع الجذامي، وكان روح هذا على جانب كبير من العلم والأمانة؛ إذ كان يقول فيه عبد الملك: ما أعطي أحد ما أعطي أبو زرعة ـ وكانت كنيته ـ؛ أعطي فقه الحجاز، ودهاء أهل العراق، وطاعة أهل الشام .
ءَوالحق أن عبد الملك سلسل الأمور في أعمال الدولة تسلسلاً دقيقاً، ووضع في ديوان الرسائل موظفين عارفين، وعلى رأسهم مستشاره الخاص، يستشيره في الرسائل التي يرسلها إلى الأقطار والتي ترد منها .
2 ـ ديوان العطاء:
أدرك الخليفة عبد الملك بن مروان أهمية العطاء وبدأ العطاء في عهده يرتبط بشكل واضح بالنواحي العسكرية والسياسية؛ ففي سنة 69 هـ خرج عبد الملك لقتال مصعب بن الزبير، فتخلف بعض من أهل الشام عن الخروج معه، فأخذ خمس أموالهم من عطاء سنة 70 هـ على الرغم من حبه العميق لهم ، كما كان عبد الملك يضطر أحياناً وتحت ضغط الظروف إلى زيادة العطاء أو إدخال أناس اخرين في الديوان، كما فعل حين تمرد الجراجمة في لبنان، إذ أعلن قائده سحيم بن المهاجر على لسان الخليفة: من أتانا من العبيد فهو حر ويثبت في الديوان، فانفض إليه خلق كثير ، كما استخدم سلاح زيادة
العطاء أيضاً ضد عبد الله بن الزبير، حينما نادى الحجاج جنده قائلاً: يا أهل الشام ! قاتلوا على أعطيات عبد الملك .
وقد حدث تطور مهم لديوان الجند في عهد عبد الملك في العراق خاصة؛ وذلك حينما بدأ الجند يتقاعسون عن الخروج لقتال الخوارج؛ فعيَّن عبد الملك الحجاج على العراق، وأمره أن يعيد تنظيم ديوان الجند، وتنظيم العطاء فيه على أساس المقدرة والكفاءة، فأعاد الحجاج تنظيم ذلك على أسس دقيقة ، ثم أمر بإعطاء الناس عطاءهم والتوجه لجبهات القتال، وتوعد المتخلفين منهم بالموت ، كما لم يقبل إعفاء جندي من الخروج للقتال مقابل تركه عطاءه .
وقد استخدم الخليفة عبد الملك العطاء وسيلة للقضاء على الفتنة، فقد كتب يوماً إلى الحجاج أن يصف له الفتنة، فوصفها له، فكتب إليه عبد الملك: فإن أردت أن يستقيم لك من قبلك فخذهم بالجماعة، وأعطهم عطاء الفرقة، وكان الحجاج يصرف العطاء بأكمله لجنده في أوقات الأزمات السياسية أو الاستعداد للقتال، كما فعل حينما أعطى الناس أعطياتهم كاملة عند تجهيز جيش الطواويس لقتال رتبيل ، ومن ناحية أخرى: فإن الخليفة عبد الملك بن مروان، كان يكرم من أسدى خدمة عسكرية للدولة أو أظهر بطولة وشجاعة في جبهات القتال، فقد كرّم موسى بن نصير حينما حرر إفريقية سنة 83 ه ، كما كرّم الحجاج المهلب بن أبي صفرة وأصحابه لجهودهم في القضاء على الخوارج الأزارقة، إذ أحسن عطاياهم وزاد في أعطياتهم، ثم قال: هؤلاء أصحاب الفعال وأحق بالأموال، هؤلاء حماة الثغور وغيظ الأعداء .
وأما إدارة هذا الديوان، فكان من أشهر من تولاه للخليفة عبد الملك بن مروان هو سرجون بن منصور الذي تولى ديواني الجند والخراج في دمشق ، ثم عزله الخليفة وعين بدله: سليمان بن سعد الخشني .
3 ـ ديوان الخراج:
كما ذكرنا قبل قليل، أن سرجون بن منصور كان قد تولى إدارة ديوان الخراج والجند على عهد الخليفة عبد الملك ، ثم عزله وعين بدله: سليمان بن سعد الخشني ، وكان يساعد صاحب الخراج عدد غير قليل من الكتّاب والموظفين، إذ كان بديوان خراج مصر حوالي أربعة وأربعين موظفاً ، ويبدو أن متولي الخراج كان يحصل على أموال طائلة من عمله، مثل (أثيناس) متولي الخراج في مصر على عهد عبد الملك، حيث كان واسع السلطات عظيم النفوذ ، وكان أشهر من تولى ديوان خراج العراق هو (زادان فروخ) ثم صالح بن عبد الرحمن .
4 ـ ديوان الخاتم:
في عصر الخليفة عبد الملك بن مروان تطور ديوان الخاتم، فأصبح إدارة منظمة، كما نشأت في هذه الفترة دار للمحفوظات الحكومية في دمشق ، ومن المحتمل أن هذا الديوان لم يقتصر على العاصمة دمشق، بل ربما وجد في باقي الولايات خصوصاً بعد التنظيم الإداري الواسع الذي قام به الخليفة عبد الملك بن مروان، وكذلك لكثرة المراسلات مع الولايات المختلفة وأهميتها السياسية ولا سيما مع العراق، وكان الخليفة عبد الملك لا يولي هذا الديوان إلا أوثق الناس عنده .
5 ـ ديوان الطراز:
يراد بالطراز في الأصل التطريز، ثم أصبح يدل على ملابس الخليفة أو الأمير ورجال حاشيته، لا سيما إذا كان فيها شيء من التطريز وعليه أشرطة من الكتابة، ثم اتسع مدلول الطراز، فأصبح يطلق على المصنع والمكان الذي تصنع فيه مثل هذه المنسوجات ، وفي العصر الأموي ارتفع المستوى المعاشي، فزادت عناية الناس بمظاهر الترف والأبهة، لذلك أنشأ الأمويون عدداً من المصانع عرفت بدور الطراز ، وقد اهتم الخليفة عبد الملك بن مروان بالطراز، فنظمت صناعته بشكل واسع، وأصبح أساساً لما حدث من نهضة في صناعة النسيج وبخاصة زمن الخليفة سليمان بن عبد الملك .
6 ـ ديوان البريد:
عندما تولى الخلافة عبد الملك طوّر الأجهزة التي تساعده على جمع المعلومات، ولذلك اعتنى بشكل كبير بالبريد بوصفه وسيلة مهمة من وسائل ضبط دولته وانتظام أمورها، فطوّره ونظمه وأرسى قواعده ، فلم يعد وسيلة لنقل الأخبار والرسائل بين العاصمة والولايات بطريقة تبادل الخيل وحسب، بل أصبح وسيلة مهمة في العمليات العسكرية، ونقل الأشخاص المهمين والمواد المختلفة، باستخدام الرحلات السريعة والمنظمة، كما أصبح عيناً للخليفة في نقل أخبار الإقليم والعمال وشكاوى الناس من عمالهم وموظفي الدولة هناك.
ومن أجل تسهيل عمل البريد وانتظامه وسرعته، قام الخليفة عبد الملك بن مروان بتنظيم طرق البريد، وتحديدها وتثبيتها، فقام ببناء الأميال في الطرقات ، كعلامات دلالة للطرق وتحديد مسافاتها، ومما يؤكد ذلك: ما وصل إلينا من نقوش معاصرة للخليفة عبد الملك، كشفت بالقرب من بيت المقدس تشير إلى أوامره بعمل هذه الأميال ، فقد بذل الخليفة عبد الملك عناية فائقة في تنظيم الطرق وصيانتها، فأصبحت
تخترق الدولة طرق عديدة أقيمت على طولها محطات للبريد .
وقد أفاد الخليفة عبد الملك فائدة كبيرة من البريد خصوصاً في الجوانب العسكرية، سواء كان ذلك بإرسال الجند، والإمدادات والأوامر إلى قادة جنده، أو في نقل أخبار المعارك والتحركات العسكرية إليه ، وإدراكاً من الخليفة عبد الملك لأهمية البريد وكسباً للوقت فقد جعل على هذا الديوان أخص خاصته وهو قبيصة بن ذؤيب، وأمر بألا يحجب أي ساعة جاء من ليل أو نهار ، وتأكيداً لذلك فقد منع عبد الملك حاجبه أن يحجب صاحب البريد، قائلاً له: وليتك ما خلف بابي إلا أربعة... والبريد متى جاء من ليل أو نهار فلا يحجب، وربما أفسد على القوم تدبير سنتهم حبسهم البريد ساعة ، ونتيجة ذلك انتظم البريد وأصبح الخليفة يطلع بشكل يومي على تفاصيل الأحداث .
وقد استخدم البريد في عصر عبد الملك أيضاً في حمل الأشخاص ومن مختلف المستويات كالولاة والكتاب والشعراء وغيرهم، كما حمل كتب التأييد والرضا عن الخليفة من الأشخاص المهمين ، وكان الحجّاج هو أيضاً دائم الصلة بقواده في جبهات القتال، ويتسمع أخبارهم بواسطة البريد، فكانت كتب الحجّاج ترد على محمد بن القاسم الثقفي، وكتب محمد ترد عليه بصفة ما قبله واستطلاع رأيه فيما يعمل به في كل ثلاثة أيام ، ووصول الكتب بهذه السرعة يدل على التنظيم الرائع للبريد.
ومن وسائل الاتصال والمخابرة الجديدة التي استخدمها الحجّاج في الأحوال العسكرية خاصة لإيصال الأخبار بين واسط وقزوين بسرعة، هو: بناء المناظر والمنائر التي توضع على المرتفعات العالية، حيث تنقل الإشارات بواسطتها عن طريق إشعال النار أو الدخان، فيصل الخبر بسرعة عن طريق انتقاله من منظرة لأخرى، وقد وضح ياقوت
2 ـ كان الخليفة عبد الملك يهدف من وراء التعريب إلى تحقيق وحدة الدولة وتماسكها، إذ إن اختلاف لغات الدواوين يكرّس اختلاف النظم المالية والإدارية، ويعيق عملية تنظيم وتوحيد إدارة الدولة، كما أن تعريب الدواوين يعني إنهاء التأثيرات الشعوبية والعنصرية مما يؤكد سيادة الدولة سياسياً على البلاد المفتوحة.
3 ـ إن استعمال اللغات الأجنبية في الدواوين يعني بقاء هذه اللغات حية وكأنها رسمية، فيتعلمها الناس لحاجة الدولة إليها لكونها طريقاً لتولي الوظائف الكبيرة، وينتج عن ذلك استمرار منافسة هذه اللغات للغة العربية، مما يضعف من شأنها، ويضعف كيان الدولة الأموية، ولذلك كان التعريب جزءاً من سياسة عبد الملك بن مروان الهادفة إلى إعادة تنظيم جهاز الدولة الإداري، وتحقيق شخصية الدولة واستقلالها عن النفوذ الأجنبي .
4 ـ كان للعوامل الاقتصادية أثرٌ مهمٌّ في تعريب الدواوين، فقد كان متولي هذه الدواوين يحصلون على أموال طائلة من عملهم هذا، لذلك كان تعريب دواوين الخراج خطوة أولى باتجاه إعادة تنظيم طريقة جباية الضرائب في الأقاليم، وبذلك يمكن ضبط أعمال تلك الدواوين والإشراف بدقة عليها، فيمنع الغش والتزوير، أي أن تعريب الدواوين هو جزء من خطة الإصلاح المالي الذي كانت الدولة بحاجة شديدة إليه إذ ذاك ، ولا سيما في العراق أهم أقاليم الدولة الأموية اقتصادياً، حيث حاول الحجّاج بن يوسف الثقفي معالجة الأوضاع الاقتصادية، وذلك بالسيطرة على الشؤون الإدارية عن طريق السيطرة على سجلات الدواوين المالية ، هذه هي أهم الأسباب التي دعت عبد الملك لتعريب الدواوين.
7. نتائج تعريب الدواوين:
حققت حركة تعريب الدواوين على يد الخليفة عبد الملك بن مروان نتائج ذات اثار عظيمة في جميع الميادين السياسية والإدارية والثقافية واللغوية، ما زالت نتائجها شاخصة للعيان حتى اليوم، ويمكن تحديد نتائج حركة التعريب بما يأتي:
1 ـ تحقيق سيادة لغة القران الكريم والسنة النبوية المطهرة وتعزيز مكانتها، وانتصارها
على اللغات الأجنبية في الدولة، كالفارسية واليونانية والقبطية، إذ أصبحت لغة الدين الإسلامي، لغة السياسة والدين والعلم، وأصبحت مادة التفاهم اليومي في كل أنحاء الدولة، فانتشرت الثقافة العربية التي طغت على الثقافات الأخرى، وتفاعلت معها وأذابتها وحلت محلها، إذ اعتبر التعريب من الأحداث الكبيرة والإنجازات الضخمة في المجال الثقافي والسياسي، وقد تمّ وفق خطة مدروسة.
2 ـ ظهور فئة مهمة من الكتاب العرب أو الموالي حلّوا محل الكتّاب الفرس والروم في إدارة الدواوين، إذ كان لصالح بن عبد الرحمن مهمة كبيرة في ذلك، حيث يقول عبد الحميد بن يحيى المعروف بعبد الحميد الكاتب للخليفة مروان بن محمد: لله در صالح ما أعظم منته على الكتّاب ، وبذلك كان عامّة كتاب العراق تلامذة صالح، ومن هؤلاء: قحذم بن أبي سليم، وشيبة بن أيمن، والمغيرة وسعيد ابنا عطية، ومروان بن إياس .
3 ـ ظهور حركة الترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية؛ حيث كانت حركة تعريب الدواوين أول عملية ترجمة منظمة أدت إلى نقل الكثير من المصطلحات الأجنبية، وظهر من اهتم بالترجمة، مثل: خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، المتوفى 85 هـ؛ فهو أول من أمر بنقل بعض كتب الكيمياء والطب من اليونانية إلى العربية .
4 ـ كان تعريب الدواوين سبيلاً إلى تعريب الأقاليم والجاليات غير العربية، فكان هذا من أكبر العوامل في انتشار اللغة العربية ، كما أن أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي ما زالت إلى وقتنا الحاضر عربية ثمرة لجهود عبد الملك، فاللغة العربية هي الأداة التي جعلت مجتمع العرب يتسع رويداً رويداً حتى صارت حدوده تمتد من الخليج العربي شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً .
5 ـ تمكَّنت الدولة من تحقيق الإشراف التام على النواحي المالية والإدارية وضبط أعمال الدواوين وسجلات الضرائب، أي أسهم ذلك في نجاح الدولة بخطه الإصلاحي.
6 ـ اتجاه الموالي لتعلُّم اللغة العربية لكونها الطريق التي تؤدي إلى الوظائف والمناصب العالية، كما أدى من جهة أخرى إلى إشاعة اللحن في اللغة، مما دعا الحجّاج إلى معالجة ذلك، ثم اندفع الموالي للتخلص من اللحن والخطأ وتعلم النحو ودراسته، فحدثت نهضة لغوية واسعة، وهذا يفسر لنا ظهور علماء كبار من الموالي في العصر الأموي ثم العصر العباسي.
7 ـ إيجاد نظام إداري موحد وشامل، وللدلالة على حسن هذا النظام أن اتخذه العباسيون، فقد كانت الإدارة عندهم تطوراً للإدارة عند الأمويين . هذه هي أهم نتائج حركة التعريب التي قام بها عبد الملك بن مروان.
يمكنكم تحميل كتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي:
الجزء الأول:
الجزء الثاني:
كما يمكنكم الإطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي: