الأحد

1446-10-29

|

2025-4-27

تأملات في الآية الكريمة {قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي}

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 233

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

شعبان 1444ه/ مارس 2023م

 

ولما اغتبط إبراهيم عليه السلام بمقام الإمامة للناس طلب ذلك لذريته؛ لتعلو درجته وذريته، وهذا أيضاً من إمامته ونصحه لعباد الله ومحبته أن يكثر فيهم المرشدون، فلله عظمة هذه الهمم العالية والمقامات السامية(1).

فقد أحب الخير لأولاده وأحفاده وهذه طبيعة أصحاب الفطر السليمة من بني البشر، كما أنّها رغبة في الامتداد في طريق الخيرات عن طريق الذراري والأحفاد، ذلك الشعور الفطري العميق الذي أودعه الله فطرة البشر لتنمو الحياة وتمضي في طريقها المرسوم، يكمل اللاحق ما بدأه السابق وتتعاون الأجيال كلها، وتتساوق ذلك الشعور الذي يحاول يعضهم تحطيمه وتعويقه وتكبيله، وهو مركوز في أصل الفطرة لتحقيق تلك الغاية البعيدة المدى، وعلى أساسه يقرر الإسلام شريعة الميراث، تلبيةً لتلك الفطرة وتنشيطاً لتعمل، ولتبذل أقصى ما في طوقها من جهد(2).

وتلبية لأشواق الفطرة، قال: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي}، وجاء الردُّ من ربه الذي ابتلاه واصطفاه، يقرر القاعدة الكبرى، إنّ الإمامة لمن يستحقونه بالعمل والصلاح والإيمان وليست وراثة أصلاب وأنساب، فالقربى ليست وشيجة لحم ودم، إنما هي وشيجة دين وعقيدة(3)، ولذلك قال: {قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.

 

مراجع الحلقة الثالثة والثلاثون بعد المائتين:

(1) تفسير السعدي "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"، ص91.

(2) في ظلال القرآن، سيد قطب، (1/112).

(3) المرجع السابق، (1/112).

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022