السبت

1446-06-27

|

2024-12-28

(الأفضل في عدد الركعات في صلاة التطوع)

اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)

الحلقة: 106

شوال 1444ه/ أبريل 2023م

 

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنَّ صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، يسلِّم في كل ركعتين منهما.

قال الإمام النووي: «قد ثبت في كون صلاة النهار ركعتين ما لا يُحصى من الأحاديث، وهي مشهورة في الصحيح، كحديث: "ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعده، وكذا قبل العصر، وبعد المغرب والعشاء". وحديث ركعتي الضحى، وتحية المسجد، وركعتي الاستخارة، وركعتين إذا قدم من سفر، وركعتين بعد الوضوء، وغير ذلك».

ولأنّ صلاة ركعتين ركعتين أبعد عن السهو، وأشبه بصلاة الليل، وأشبه بتطوعات النبي صلى الله عليه وسلَّم؛ فإنَّ الصحيح من تطوعاته ركعتان، إلَّا أنَّ الحنابلة قالوا: إنَّ تطوع بأربع بالنهار، فلا بأس.

وذهب الإمام أبو حنيفة: إلى أنّ الأفضل في صلاة الليل والنهار أن تصلى أربعًا أربعًا، ووافقه صاحباه في صلاة النهار دون الليل، واستدلوا لذلك بما روي عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يصلِّي بالليل ركعتين، وبالنهار أربعًا. فقد صلَّى صلاة التطوع أربع ركعات بالنهار؛ ولأن مفهوم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى": أن صلاة النهار رباعية.

قال الإمام الكاساني: «وأما بيان أفضل التطوع، فأما في النهار، فأربع أربع في قول أصحابنا... وأما في الليل، فأربع أربع في قول أبي حنيفة، وعند أبي يوسف ومحمد مثنى مثنى».

واحتج أبو حنيفة بحديث عائشة رضي الله عنها: أنها سُئِلت عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليالي رمضان، فقالت: كان قيامه في رمضان وغيره سواء؛ لأنَّه كان يصلي بعد العشاء أربع ركعات، لا تسأل عن حُسْنهن وطولهن، ثم أربعًا لا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم كان يوتر بثلاث.

وبحديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يواظب في صلاة الضحى على أربع ركعات.

ويبدو أن الصحيح ما ذهب إليه الجمهور من أن صلاة الليل وصلاة النهار كلتاهما مثنى مثنى، يُسلِّم من كل اثنتين، ويُبنى على هذه القاعدة كل حديث ورد بلفظ الأربع.

 

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) ص291


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022