(صلاة النوافل جماعة)
اقتباسات من كتاب "فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)
الحلقة: 107
شوال 1444ه/ أبريل 2023م
تجوز صلاة النوافل جماعة كالفرائض لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من واقعة.
منها: ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فأطال، حتى هممت بأمر سوء. قيل: وما هممتَ به؟ قال: هممتُ أن أجلس وأَدَعَه.
ومنها: ما رواه حذيفة رضي الله عنه قال: صليتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلتُ يركع عند المائة، ثم مضى فقلتُ: يصلي بها في ركعة، فمضى....
وحديث ابن عباس رضي الله عنهما، في وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قام من الليل قال: فقمتُ إلى جنبه.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن جدته مليكة دَعَت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لطعام صنعته فأكل منه، ثم قال: "قوموا فأصلي لكم". قال أنس بن مالك: فقمتُ إلى حصير لنا قد اسودَّ من طول ما لُبِسَ، فنضحتُه بماء، فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصففت أنا واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا، فصلَّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف.
وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عِتبان بن مالك، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "أين تحب أن أصلي من بيتك؟" فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبَّر، وصففْنا وراءه، فصلَّى ركعتين، ثم سلَّم وسلَّمنا حين سلَّم.
ففي هذه الأحاديث جواز النافلة جماعة في غير التراويح في رمضان، ولكن لا يُتَّخذ ذلك سنة دائمة، وإنما في بعض الأحيان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر تطوُّعه منفردًا.
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) ص292-291