(صلاة الحاجة)
اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)
الحلقة: السابعة و العشرون بعد المائة
ذو القعدة 1444ه/ يونيو 2023م
ومن الصلوات المسنونة باتفاق الفقهاء: صلاة الحاجة، وهي ركعتان يتوسل بهما المسلم إلى ربه في قضاء ما يهمه من حاجة نفسه، أو حاجة من يحب.
وهي داخلة تحت قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:153].
إن المسلم إذا عنَّت له حاجة في أمر دينه أو ودنياه، ينبغي له أن ينزلها بالله تعالى وحده، فهو سبحانه القادر على كل شيء، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، هو وحده الذي يقضي الحاجات، ويكشف الكربات، ويجيب دعوة المضطرين. قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ} [النمل:62].
وفي حديث حذيفة: كان النبي صلَّى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ صلَّى.
وفي حديث الضرير عن عثمان بن حنيف: فأمره أن يتوضأ، وأن يصلي ركعتين.
ورُوِي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: يا أيها الناس، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من توضأ، فأسبغ الوضوء، ثم صلى ركعتين يتمهما، أعطاه الله ما سأل معجَّلًا أو مؤخَّرًا".
وروي عن عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من خلقه، فليتوضأ وليصل ركعتين، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، أسألك ألا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها لي. ثم ليسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء، فإنَّه يُقَدَّرُ".
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) ص342-341