الخميس

1446-06-25

|

2024-12-26

يُعدّ التعليم من أهمّ -أو أهمّ- العوامل التي ترتقي بالإنسان وتقيم له حضارته، وتحافظ على بقائها، وعلى دفع المتربصين بها داخليًا وخارجيًا، وقد حدث في تاريخنا الإسلامي في عهد الدولة السلجوقية، نقلة نوعية على مستوى التعليم، كان لها الأثر الكبير في الارتقاء بالعملية التعليمية وتطورها على مستوى العالم الإسلامي كله، إذ استفاد العالم من نموذج المدارس النظامية قرونًا عديدة، الذي ابتدع أسلوبًا تعليميًا منتظمًا مبنيًّا على التخصص المعرفي والحضور المنتظم للطلاب، بعد أن كان التعليم يعتمد طوال العصور السابقة على الحضور الطوعي لطلاب العلم في حلقات العلماء.

ويعود الفضل في إنشاء هذه المدارس للوزير السلجوقي الشهير نظام الملك الطوسي، وزير السلطان ملكشاه، الذي أنشأ المدرسة النظامية الأولى ببغداد، ولذا عُرفت باسمه، ثم سرعان ما انتشر نموذج المدرسة النظامية معماريًا وإداريًا في أرجاء العالم الإسلامي.

أولًا: نشأة المدارس النظامية

اختلف العلماء المؤرخون وأهل العلم حول بداية نشأة المدرسة الإسلامية؛ فمنهم من قال: إنها ظهرت في عهد نظام الملك، الذي أنشأ المدرسة النظامية سنة (459 هـ)، ومنهم من قال: إنها قد ظهرت قبل ذلك بكثير، ولكن بالرجوع إلى المصادر والكتب المتخصصة نجد أن المدرسة في أول ظهور لها كان في أواخر القرن الثاني، وأوائل القرن الثالث الهجري، وهذه المدرسة هي مدرسة الإمام أبي حفص الفقيه البخاري (150ـ 217 هـ)، ويبدو من نسبتها إلى مؤسسها: أنها قد أُسّست أثناء حياته، وأبو حفص البخاري من الفقهاء الذين تزعّموا الحركة الفكرية في مدينة بُخارى، ثم نشطت حركة إنشاء المدارس في بلاد المشرق بعد هذا التاريخ.

فقد أُنشئت مدرسة بنيسابور منذ بداية القرن الرابع الهجري. أنشأها الإمام أبو حاتم محمد بن حبان التميمي الشافعي (270ـ 354هـ) . (الإدارة التربوية في المدارس في العصر العباسي، ص 94).

وقد كانت المدارس التي أُسّست في ذلك الوقت مدارس أحادية المذهب تفرّدت بتدريس مذهب واحد؛ ذلك لأن التنافس المذهبي الذي كانت تعيشه بغداد حاضرة الخلافة قد امتدت إلى بلاد ما وراء النهر. (المدرسة مع التركيز على النظاميات، للسامرائي، ص237).

ومن الجدير بالذكر: أن المدارس كانت قد ظهرت في دمشق قبل ظهورها في بغداد، فقد أُنشئت أول مدرسة فيها عام (391هـ)، وهذه المدرسة هي المدرسة الصادرية المنسوبة إلى منشئها، صادر بن عبد الله، وتبعه بعد ذلك مقرئ دمشق «رشأ بن نضيف» الذي أسّس المدرسة الرشائية في حدود الأربعمئة، وإلى هذه المدارس خرج الطلبة من الحِلَق التي كانت تُعقد في المسجد، إلى مكان يختصّ بتلقّي علم معين، فيُوقَف عليهم وعلى شيوخهم المال، وتوفَّر لهم أسباب التعليم. (الإدارة التربوية في المدارس في العصر العباسي، ص 95).

ثانيًا: الأهداف التعليمية للمدارس النظامية

إن من أبرز الأهداف التي عملت المدارس على تحقيقها في بداية ظهورها:

  • تحقيق العبودية الخالصة لله تعالى: وذلك بأن يُعبد العبد ربًّا واحدًا، وأن تستقيم وتنتظم حياة البشر ضمن هذه الغاية، ولا يُتوصَّل إلى المعرفة الحقّة والعبودية الخالصة لله، إلا بوجود دوائر تعمل على تحقيق هذه الغاية، ولذلك كانت المدرسة التي عملت وسعت لتحقق وتوضح هذا الهدف في نفوس طلابها، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }، [الذاريات :56].
  • الأداء الأمثل للتكاليف الشرعية المختلفة: وذلك لأن معالم الشريعة لا تكون واضحة، ولا تُعرف أحكام الدين إلا عن طريق التعليم الإسلامي القويم، والتعليم الصحيح هو الطريق الأمثل للوصول إلى مراد الشارع -سبحانه وتعالى-؛ إذ يقول في كتابه الكريم: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }،[النحل: 89].

إذ أن العبادات التي شُرِعت ما كانت إلا لعبادة الله -سبحانه وتعالى- التي يترتب عليها الهداية والرحمة.

  • ويترتب على الهدف السابق هدف آخر، هو إعداد الإنسان الصالح بنفسه المصلح لغيره: ولذلك عُدّ هذا الهدف مهمًا من وجهة نظر التعليم الإسلامي، فالتعليم الإسلامي يُعِدُّ الفرد؛ لكي يكون آمرًا بالمعروف معينًا عليه وعلى فعله، وناهيًا عن المنكر داعيًا إلى تركه، بعد أن يكون هو نفسه قد امتثل هذا الأمر أو النهي. (الإدارة التربوية للمدارس في العصر العباسي، ص 109).
  • توفير جوّ علميّ: تهدف المدرسة الإسلامية إلى أن توفّر جوًَّا علميًا يساعد الأساتذة والمعلمين على أن يفكروا، ويؤلفوا، ويجدّدوا، فيضيفوا كل جديد إلى العلوم المختلفة بصفة مستمرة.
  • العمل على توسيع الأفق الفكري لدى الطلاب: فالمدرسة لا تكتفي بتنمية الخبرات، بل تعمل على أن تكسب الطالب الخبرات الجديدة الناتجة عن تجارب الأمم السابقة، والمعاصرة للوقت، وهذا ما يسمى عند علماء التربية الإسلامية (نقل التراث). (أصول التربية الإسلامية وأساليبها، للنحلاوي، ص 135). وهذا يكون من خلال إطلاع الطلبة على التراث الحضاري والفكري لدى الأمة، ممَّا يؤدي إلى توسيع الأفق لديهم نتيجة لإطلاعهم على تلك الخبرات.
  • إعداد الكوادر الفنية: تهدف المدرسة من وراء تعليمها للطلبة إلى إعداد الكوادر الفنية المؤهَّلة لممارسة الأعمال المختلفة سواء في الجهاز الحكومي، أو في غيره، خاصة أن الوظائف قد تشعّبت وكثرت وتضخمت، ولذلك خرّجت المدرسة الأفراد الذين عملوا على تحمل مسؤولياتهم في تلك الوظائف، فهذه الأهداف للمدارس الإسلامية تشترك فيها المدارس النظامية بالإضافة إلى:

أ- نشر الفكر السُّنّي ليواجه تحديات الفكر الشيعي، ويعمل على تقليص نفوذه.

ب- إيجاد طائفة من المعلمين السُّنيين المؤهلين لتدريس المذهب السُّنّي، ونشره في الأقاليم المختلفة.

ج- خلق طائفة من الموظفين السُّنيين ليشاركوا في تسيير مؤسسات الدولة وإدارة دواوينها، خاصة في مجال القضاء والإدارة. (التاريخ السياسي والفكري، ص 179).

ثالثًا: وسائل النظام في تحقيق الأهداف وحلّه للمشكلات

أبدى نظام الملك اهتمامًا كبيرًا بوسائل تحقيق أهداف المدارس النظامية؛ فاختار الموقع الجغرافي الذي يمكن أن تُثمر فيه، والمدرسين الممتازين، وأظهر ذكاء ملحوظًا في تحديد المنهج العلمي الذي ستسير عليه، ثم بذل أقصى جهوده لتوفير الإمكانات المادية التي تعين هذه المدارس على العطاء الفكري السخي.

  • الأماكن:

فمن ناحية الأماكن التي أُنشئت عليها النظاميات، فحسب السبكي فإن نظام الملك: بنى مدرسة ببغداد، ومدرسة ببلخ، ومدرسة بنيسابور، ومدرسة بهراة، ومدرسة بأصبهان، ومدرسة بالبصرة، ومدرسة بمرو، ومدرسة بطبرستان، ومدرسة بالموصل. هذه هي أمهات المدارس النظامية التي أُنشئت في المشرق الإسلامي، ويتضح من توزيعها الجغرافي، أن معظمها أُنشئ في بعض المدن التي تحتل مركز القيادة والتوجيه الفكري؛ مثل: بغداد، وأصفهان، حيث كانت الأولى عاصمة للخلافة العباسية السُّنّيّة، ويتركّز فيها عدد كبير من المفكرين السُّنيين -أيضًا-. وكذلك في بعض المناطق التي كانت مركزًا لتجمع شيعي في تلك الفترة؛ مثل: البصرة ونيسابور، وطبرستان، وخوزستان، والجزيرة الفراتية.

إن هذا التوزيع الجغرافي يشير بوضوح إلى أن وضع المدارس النظامية في الأماكن السابقة، لم يأت اعتباطًا، وإنما كان أمرًا مقصودًا ومدروسًا، حتى تؤدي دورها في محاربة الفكر الشيعي في هذه المناطق، وتفتح الطريق أمام غلبة المذهب السُّنّيّ.

  • اختيار الأساتذة والعلماء:

وإلى جانب الاختيار المدروس لأماكن المدارس النظامية، فقد اختير أساتذتها بعناية تامة، بحيث كانوا أعلام عصرهم في علوم الشريعة، ويشير العماد الأصفهاني إلى دقة نظام الملك في هذه الناحية، فيقول عنه: وكان بابه مجمع الفضلاء، وملجأ العلماء، وكان نافذًا بصيرًا ينقّب عن أحوال كلٍّ منهم، فمن تفرّس فيه صلاحية الولاية ولّاه..، ومن رأى الانتفاع بعلمه أغناه، ورتّب له ما يكفيه حتى ينقطع إلى إفادة العلم ونشره وتدريسه، وربما سيّره إلى إقليم خالٍ من العلم؛ ليحلِّيَ به عاطله، ويحيي به حقه، ويميت به باطله. (تاريخ آل سلجوق، ص 57).

  • تحديد منهج الدراسة:

وكما عُني نظام الملك باختيار الأساتذة الأكفاء لمدارسه، فإنه حدَّد منهج الدراسة التي ستسير عليه هذه المدارس، ويتضح هذا المنهج مما ورد في وثيقة نظامية ببغداد من أنها وقف على أصحاب الشافعي أصلًا، وفرعًا، وينقل الأستاذ سعيد نفيسي عن المفروخي، مؤلف كتاب (محاسن أصفهان) قوله: إن نظام الملك أمر بابتناء مدرسة تجاور جامع أصفهان للفقهاء الشافعية، فابتُنيت كأحسن ما رُئي هيئة، وهيكلًا، وصنعة، وعملًا، ومحلًاّ، ومنزلًا. (التاريخ السياسي والفكري، ص 183).

كان اهتمام المدارس النظامية قد انصرف إلى التركيز على مادتين أساسيتين هما: الفقه على المذهب الشافعي، وأصول العقيدة على مذهب الأشعري، وإلى جانب ذلك: كانت تدرّس بعض المواد؛ مثل: الحديث، والنحو، واللغة، والأدب.

  • توفير الإمكانات المادية:

لم يبخل نظام الملك بتوفير الإمكانات المادية التي تعين هذه المدارس على النهوض برسالتها على أكمل وجه، ولذا نراه ينفق عليها بسخاء ويخصص لها الأوقاف الواسعة، فيذكر ابن الجوزي: أنَّ نظام الملك وقف على مدرسته ببغداد ضِياعًا وأملاكًا، وسوقًا بُنيت على بابها، وأنه فُرض لكل مدرس وعامل بها قسطًا من الوقف، وأُجرى للمتفقهة (الطلاب) أربعة أرطال خبز يوميًا لكل واحد منهم، أما مدرسة أصفهان فقُدّرت نفقاتها وقيمة أوقافها بعشرة الآف دينار، وكان للمدرسة النظامية في نيسابور أوقاف عظيمة. (التاريخ السياسي والفكري، ص 185).

وقد اهتم نظام الملك بتوفير السكن للطلاب داخل هذه المدارس، ويفهم من بعض الروايات التاريخية: أنَّ كل طالب كانت له غرفة خاصة به؛ إذ روي أن واحدًا من طلابها، ويُدعى يعقوب الخطاط تُوفي في عام (547هـ)، وكانت له غرفة في النظامية، فحضر متولي التركات، وختم على غرفته في المدرسة.

  • تطلُّع الأساتذة إلى التدريس بالنظامية:

ولم يكن الإقبال على هذه المدارس مقصورًا على الطلاب فقط، بل شمل الأساتذة -كذلك- الذين تطلّعوا إلى التدريس بها، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى أن يضحي في سبيل هذه الغاية بالتخلّي عن مذهبه في عصر كان التعصب المذهبيّ سمة من سماته البارزة، ومن هؤلاء: أبو الفتح أحمد بن علي بن تركان، المعروف بابن الحمامي (ت 518هـ) ، كان حنبليًا، فانتقل إلى مذهب الشافعي، وتفقّه في المذهب الشافعي، وتفقّه على أبي بكر الشاشي، والغزالي، فجعله أصحاب الشافعي مدرّسًا بالنظامية، ويبدو أن انتقال الحنابلة إلى مذهب الشافعي في هذه الفترة كان أمرًا كثير الحدوث لدرجة أزعجت أحد أئمتهم، وهو أبو الوفاء بن عقيل (ت 513هـ)، حيث ينقل عنه أبو الفرج ابن الجوزي قوله: إن أكثر أعمال الناس لا يقع إلا للناس؛ إلا من عصم الله. أي: أن معظم الناس لا يبتغون بأعمالهم وجه الله، وإنما يحاولون التقرّب بها إلى ذوي النفوذ والجاه طمعًا في متاع الدنيا، وقد ضرب أبو الوفاء المثل على ذلك بما حدث عندما جاءت دولة نظام الملك، وعظُم شأن الأشعرية، والشافعية، فوجد كثيرًا من أصحاب المذاهب انتقلوا عن مذاهبهم، وتوثَّقوا بمذهب الأشعري والشافعي، طمعًا في العزّ والجرايات. (المنتظم، 9/251).

رابعًا: أثر المدارس النظاميّة في العالم الإسلامي

وفّق الله -تعالى- النظام توفيقًا قلَّ نظيره في التاريخ السياسي، والعلمي، والديني، فقد عاشت مدارسه أمدًا طويلًا، خصيصى نظامية بغداد التي طاولت الزمن زهاء أربعة قرون؛ إذ كان آخر من عرفنا ممن درّس فيها صاحب القاموس الفيروزآبادي المُتوفَّى (817 هـ)، حيث زالت في نهاية القرن التاسع الهجري. وأدّت رسالتها في تخريج العلماء على المذهب السُّنّي الشافعي، وزوّدت الجهاز الحكومي بالموظفين ردحًا من الزمن، خاصة دوائر القضاء، والحسبة، والاستفتاء، وهي أهم وظائف الدولة في ذلك العصر، وانتشر هؤلاء في العالم الإسلامي حتى اخترقوا حدود الباطني في مصر، وبلغوا الشمال الأفريقي، ودعموا الوجود السُّنّي بها، لقد تخرج في هذه المدارس جيل تحقّق على يديه معظم الأهداف التي رسمها نظام الملك، فوجدنا كثيرًا من الذين تخرجوا فيها يرحلون إلى أقاليم أخرى؛ ليدرّسوا الفقه الشافعي، والحديث الشريف، وينشروا عقيدة أهل السنة في الأمصار التي انتقلوا إليها، أو يتولوا مجالس القضاء والفتيا، أو يتولوا بعض الوظائف الإدارية المهمة في دواوين الدولة.

وينقل السبكي عن أبي إسحاق الشيرازي ـأوّل مدرّس نظاميّ ببغداد ـ قوله: خرجت إلى خراسان، فما بلغت بلدة، ولا قرية إلا وكان قاضيها، أو مفتيها، أو خطيبها تلميذي، أو من أصحابي. (التاريخ السياسي والفكري، ص 190).

وقد أسهمت هذا المدارس في إعادة دور منهج السُّنّة في حياة الأمة بقوة، وكان من أبرز آثارها -أيضًا- تقلّص نفوذ الفكر الشيعي، خاصة بعد أن خرجت المؤلفات المناهضة له من هذه المدارس، وكان الإمام الغزالي على قمَّة المفكرين الذين شنّوا حربًا على الباطنية الإسماعيلية، فقد ألّف كتبًا عدّة، أشهرها(فضائح الباطنية)، الذي كُلِّف بتأليفه عام (487هـ)، من قِبل الخليفة المستظهر.

هذا وقد نجحت المدارس النظامية في نشر مذهب الإمام الشافعي، وقوِيَ عُوده، ودخل مناطق جديدة، وبدأ يشق له طريقًا في العراق وفي المشرق الإسلامي، بعد أن كانت السيادة في هذه الأقاليم -عدا بغدادـ من أتباعه، وقد صارت النظاميات مدعاة لبناء المدارس، ومثارًا للتنافس، بقدر ما أصبحت نموذجًا يقتدي به مؤسّسو المعاهد منذ بداية تشييدها إلى ما بعد ذلك بعصور طويلة، وقد مهَّدت المدارس النظامية بتراثها، ورجالها، وعلمائها السبيل، ويسّرته أمام نور الدين زنكي والأيوبيين، كي يُكملوا المسيرة التي من أجلها أُنشئت النظاميات، وتتمثّل في العمل على سيادة الإسلام الصحيح، خاصة في المناطق التي كانت موطنًا لنفوذ الشيعة في تلك المرحلة؛ مثل: الشام، ومصر، وغيرها. (نظام الملك، ص 401).

لقد كانت المدارس من خير ما اهتدى إليه العقل البشري للتفرغ للعلم وفق معطيات ذلك العصر، وكانت (النظاميات) من أفضل الوسائل لنشره وتعميمه، وتحقيق الأهداف التي رسمها نظام الملك من سيادة الكتاب، والسُّنّة، وعقيدة أهل السنة والجماعة على الدولة، والأمة الإسلامية.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022