الخميس

1446-10-26

|

2025-4-24

أسر إبراهيم الإمام صاحب الدعوة العباسية وقتله

من كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار (ج2):

الحلقة: 261
بقلم: د. علي محمد الصلابي
ذو الحجة 1442 ه/ يوليو 2021

استطاع الأمويون أن يلقوا القبض على إبراهيم الإمام ، وتعددت أسباب القبض ، ومن هذه الأسباب قيل: إن إبراهيم الإمام شهد الموسم عام 131 هـ ، واشتهر أمره هنالك ، لأنّه وقف في أبهة عظيمة ، ونجائب كثيرة ، وحُرْمة وافرة ، فأنهيَ أمره إلى مروان ، وقيل له: إن أبا مسلم يدعو الناس إلى هذا ويُسمُّونه الخليفة. فبعث إليه في المحرَّم من سنة ثنتين وثلاثين ومئة وقتله في صفر من هذه السنة ، وقيل: ألقى القبض عليه عام 129 هـ بعدما اطلع على كتاب من إبراهيم الإمام إلى أبي مسلم الخُراساني يأمره فيه بأن لا يُبقي أحداً بأرض خراسان ممّن يتكلم بالعربية إلا أباده ، فلمّا وقف مروان على ذلك سأل عن إبراهيم ، فقيل له: هو بالبلقاء. فكتب إلى نائب دمشق أن يحضره ، وبعث رسولاً في ذلك ومعه صفته ونعته ، فذهب الرسول ، فوجد أخاه أبا العباس السفّاحَ فاعتقد أنه هو ، فأخذه فقيل له: إنه ليس هو وإنما هو أخوه ، فدُلَّ على إبراهيم ، فأخذه وذهب معه بأم ولد له يُحبُّها ، وأوصى إلى أهله أن يكون الخليفة من بعده أخوه أبو العباس السَّفاحُ وأمرهم بالمسير إلى الكوفة ، فارتحلوا من فورهم إليها وكانوا جماعة ، منهم أعمامه السّتةُ ، وهم: عبد الله، وداود، وعيسى ، وصالح ، وإسماعيل ، وعبد الصمد بنو عليٍّ ، وأخواه أبو العباس عبد الله ، ويحيى ابنا محمد بن علي ، وابناه محمد وعبد الوهاب ابنا إبراهيم الإمام الممسوك وخلق سواهم ، فلما دخلوا الكوفة أنزلهم أبو سلمة الخلاَّل دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم في بني أوْدٍ ، وكتم أمرهم نحواً من أربعين ليلة من القوّاد والأمراء ، ثم ارتحل بهم بعد ذلك إلى موضع اخر، حتى فتحت البلاد ثم بويع للسَّفاح.
كانت الدعوة العباسية قد ترسخت جذورها في الأرض ، وبات القضاء عليها في منتهى الصعوبة ، فلم يغير إلقاء القبض على إبراهيم بن محمد الإمام من الواقع شيئاً ، أو يُحدث خللاً في مسار الدعوة ، إذ جاء الأمر متأخراً.
وقد كان إبراهيم هذا كريماً مُمدَّحاً ، له فضائل وفواضل ، رَوَى الحديث عن أبيه وجدّه وأبي هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية ، وعنه أخواه عبد الله أبو العباس السَّفاح ، وأبو جعفر المنصور ، وأبو مسلم عبد الرحمن بن مسلم الخراساني ، ومالك ابن الهيثم ومن كلامه الحسن قوله: الكامل المروءة من أحرز دِينه ، ووصل رحمه ، واجتنب ما يُلام عليه. وقد رثاه أحد الشعراء ، فقال:
قد كنتُ أحسبني جَلْداً فضعضعني قبر بحرّانَ فيه عصمةُ الدينِ
فيهِ الإمامُ وخيرُ النَّاسِ كلِّهم بينَ الصفائِحِ والأحجارِ والطينِ
فيه الإمامُ الذي عمَّتْ مصيبتُهُ وعَيَّلت كلّ ذي مالٍ ومسكينِ
فلا عفا اللهُ عن مروانَ مظلمةً لكنْ عفا اللهُ عمَّنْ قال امين

يمكنكم تحميل كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي:
الجزء الأول:
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC9(1).pdf
الجزء الثاني:
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC139.pdf
كما يمكنكم الاطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:
http://alsallabi.com 


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022