الأربعاء

1446-11-02

|

2025-4-30

من هم قوم "سبأ" المذكورين في القرآن الكريم !؟

مختارات من كتاب الأنبياء الملوك (عليهم السلام)

بقلم: د. علي محمد الصلابي

الحلقة (59)

 

﴿سَبَإٍ﴾ هم: حِمير وهم ملوك من اليمن. وهي أرض باليمن، مدينتها مأرب بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاثة أيام، وسميت هذه الأرض بهذا الاسم؛ لأنها كانت منازل ولد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. عن فروة بن مسيك المرادي، قال: أتيت النبي ﷺ فقلت: يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ ‌فأذن ‌لي ‌في ‌قتالهم وأمرني، فلما خرجت من عنده سأل عني، «ما فعل الغطيفي؟» فأخبر أني قد سرت، قال: فأرسل في أثري فردني فأتيته وهو في نفر من أصحابه، فقال: «ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه، ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك» قال: وأنزل في سبأ ما أنزل، فقال رجل: يا رسول الله، وما سبأ، أرض أو امرأة؟ قال: «ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة. فأما الذين تشاءموا فلخم، وجذام، وغسان، وعاملة، وأما الذين تيامنوا: فالأزد، والأشعريون، وحمير، ومذحج، وأنمار، وكندة. فقال رجل: يا رسول الله، وما أنمار؟ قال: «الذين منهم خثعم، وبجيلة».

وقال ابن كثير (رحمه الله): "‌كان ‌رجلاً ‌من ‌العرب" يعني: العرب العاربة الذين كانوا قبل الخليل (عليه السلام)، من سلالة سام بن نوح. وعلى القول الثالث: كان من سلالة الخليل، (عليه السلام)، وليس هذا بالمشهور عندهم، والله أعلم. ولكن في صحيح البخاري: أن رسول الله ﷺ مر بنفر من "أسلم" ينتضلون، فقال: «ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا». فأسلم قبيلة من الأنصار، والأنصار أوسها وخزرجها من غسان من عرب اليمن من سبأ، نزلوا بيثرب لما تفرقت سبأ في البلاد، حين بعث الله عليهم سيل العرم، ونزلت طائفة منهم بالشام، وإنما قيل لهم: غسان بماء نزلوا عليه قيل: باليمن. وقيل: إنه قريب من المشلل، كما قال حسان بن ثابت:

إمَّا سَألت فَإنَّا مَعْشَرٌ نُجُبٌ ... الأزْدُ نِسْبَتُنَا، وَالْمَاءُ غَسَّانُ

ومعنى قوله: «ولد له عشرة من العرب» أي: كان من نسله هؤلاء العشرة الذين يرجع إليهم أصول القبائل من عرب اليمن، لا أنهم ولدوا من صلبه، بل منهم من بينه وبينه الأبوان والثلاثة والأقل والأكثر، كما هو مقرر مبين في مواضعه من كتب النسب.

ومعنى قوله: «فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة» أي: بعد ما أرسل الله عليهم سيل العرم، منهم من أقام ببلادهم، ومنهم من نزح عنها إلى غيرها.

 

مراجع الحلقة:

- الأنبياء الملوك، علي محمد محمد الصلابي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير، 2023، ص 266-268.

- سليمان (عليه السلام) في القرآن الكريم، همام حسن سلوم، ص152.

- تفسير ابن كثير (6/494).

 

لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:

كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي:

https://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/689


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022