الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

من كتاب الوسطية في القرآن الكريم

(الأدلة في باب القدر من الكتاب والسنة والإجماع والفطرة والعقل)

الحلقة: السادسة والأربعون

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ربيع الآخر 1442 ه/ ديسمبر 2020

دلَّ على هذا الركن العظيم من أركان الإيمان الكتاب، والسنة، والإجماع، والفطرة، والعقل، والحسُّ.
أولاً ـ القرآن : أما الأدلة من القرآن العظيم: فكثيرة جدّاً منها قوله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا } [الأحزاب: 38] وقال تعالى: { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ *} [القمر: 49] وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا *}[الفرقان:2].
ثانياً ـ السنة: أما الأدلة من السنة: فكما قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث جبريل عليه السلام: «وتؤمن بالقدر خيره وشره».
وروى مسلم في الصحيح عن طاووس قال: (أدركت ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيء بقدر، قال: وسمعت عبد الله بن عمر يقول: كل شيء بقدر؛ حتى العجز، والكيس. أو: الكيس والعجز).
وقال صلى الله عليه وسلم: «وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا؛ كان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَّرَ الله، وما شاء فعل».
ثالثاً ـ الإجماع: أما الإجماع: (فقد أجمع المسلمون على وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره من الله).
رابعاً ـ الفطرة: أما الفطرة: فإن الإيمان بالقدر أمرٌ معلوم بالفطرة قديماً، وحديثاً، ولم ينكره إلا الشواذ من الأمم، ولم يقع الخطأ في نفي القدر وإنكاره، وإنما وقع في فهمه على الوجه الصحيح، ولهذا قال سبحانه عن المشركين: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام: 148].
فهم أثبتوا المشيئة لله؛ لكنهم احتجوا بها على الشرك، ثم بيَّن سبحانه: أن هذا هو شأن من كان قبلهم، كما في قوله: {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [الأنعام: 148] وكانت العرب في الجاهلية تعرف القدر، ولا تنكره، ولم يكن هناك من يرى: أن الأمر مستأنف، وهذا ما نجده مبثوثاً في أشعارهم، كما في قول عنترة:
يا عبلُ أين من المنية مهربي
إن كان ربِّي في السماء قضاها؟!

وكما في قول طرفة:
فلو شـاء ربِّي كنـت قيس بـن خـالد
ولو شـاء ربي كنـت عمرو بن مرثد

وقول لبيد:
صادَفْنَ منها غرَّةً فأصبْنها
إنَّ المنايا لا تطيش سهامُها

خامساً ـ العقل: أما دلالة العقل؛ فهي: أن العقل الصحيح يقطع أن الله هو خالق هذا الكون، ومدبره، ومالكه، ولا يمكن أن يوجد على هذا النظام البديع، والتناسق المتالف، والارتباط الملتحم بين الأسباب والمسببات هكذا صدفة؛ إذ الموجود صدفةً ليس له نظام في أصل وجوده، فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره؟ فإذا تقرر عقلاً: أن الله هو الخالق؛ لزم ألا يقع شيء في ملكه إلا وقد شاءه، وقدره.
يمكنكم تحميل كتاب :الوسطية في القرآن الكريم
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/29.pdf
كما يمكنكم الإطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:
http://alsallabi.com


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022