(خروج مروان بن الحكم على ابن الزبير)
الحلقة: 57
بقلم: د. علي محمد الصلابي
جمادى الآخرة 1443 ه/ يناير 2022م
هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو عبد القرشي الأموي، يكنى أبا القاسم وأبا الحكم، ولد بمكة وهو أصغر من ابن الزبير بأربعة أشهر، كان كاتب ابن عمه عثمان بن عفان، ودافع عنه يوم الدار، وتولى ولاية المدينة في عهد معاوية، وكان الحسن والحسين يصليان خلف مروان ولا يعيدان.
وكان إذا وقعت معضلة ـ أثناء ولايته على المدينة ـ جمع من عنده من الصحابة فاستشارهم فيها، وهو الذي جمع الصيعان فأخذ بأعدلها، فنسب إليه، فقيل: صاع مروان، وكان ذا شهامة وشجاعة ومكر ودهاء، وقد ذكرت شيئاً من سيرته في كتابي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وكان شديد الحب لبني أمية، وكان متحمساً لبيعة يزيد بن معاوية، ولما توفي يزيد خرج مروان وبنو أمية من المدينة إلى الشام بصحبة الجيش الأموي الراجع من حصار مكة الأول، وكان خروج بني أمية برغبتهم، ولم يبايع مروان ابن الزبير، والتف زعماء القبائل وبنو أمية الموجودون بالشام حوله وبايعوه.
وكان يحمل بين جنبيه طموحات للزعامة، وكانت هذه الطموحات مع رغبته في بقاء الخلافة في البيت الأموي هي الدافع على ابن الزبير، وخير دليل على ذلك إقدامه على مبايعة ابنيه من بعده: عبد الملك وعبد العزيز بولاية العهد.
وهناك روايات تذكر أن مروان بن الحكم كان قد عزم على مبايعة ابن الزبير لولا أن تدخل عبيد الله بن زياد وغيره في اخر لحظة، وثنوه عن عزمه، وأقنعوه أن يدعو لنفسه.
والواقع وإن كنا لا نستبعد أن يكون مروان قد فكر في ذلك الأمر، لا سيما بعد انتشار بيعة ابن الزبير في معظم الأقاليم مع تفرق كلمة بني أمية في بلاد الشام، وضعف موقفهم، إلا أننا لا نعتبر ذلك مناقضاً لما ذهبنا إليه؛ لأن العبرة ليست فيما عزم عليه مروان بن الحكم، وإنما في الموقف الذي اتخذه وهو رفض بيعته لابن الزبير ومحاربته، والخروج عليه، ولقد سار مروان في محاربته لابن الزبير على الخطوات التالية:
ـ القضاء على أنصار ابن الزبير بالشام، وأهم الأحداث بالشام كان مؤتمر الجابية، ومعركة مرج راهط.
ـ إعادة مصر إلى الأمويين.
ـ محاولة إعادة العراق والحجاز.
ـ تولية العهد لعبد الملك وعبد العزيز.
يمكنكم تحميل كتاب التداول على السلطة التنفيذية من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي