الخميس

1446-06-25

|

2024-12-26

الكعبة الحرام (1)

الحلقة 116 من كتاب

مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

رجب 1443 هــ / فبراير 2022

- خلاف حول الحجر الأسود:

من القصص المحفوظة في السيرة النبوية أن قريشًا لما بنت الكعبة البيت الحرام وبقي وضع الحجر الأسود في موضعه، فتلاحوا واختلفوا، حتى هموا أن يقتتلوا، وغمس بعضهم يده بالدم، حتى سموها غمسة أو لعقة الدم، إشارة إلى استعدادهم للقتال على هذه القضية، حيث يعتبرون هذا شرفًا، وكل طرف منهم يريد أن يستأثر به دون الآخر.

- حكمة نبوية لاحتواء الموقف:

وهنا أشير إلى اختلاف عقول الناس في معالجة مثل هذه المشكلات، كل قبيلة تريد أن تستأثر به، ولو أنهم فكروا في حل جماعي يجعل لكل قبيلة قدرًا من الحق في ذلك، بمعنى أن يتم الحفاظ على مكانة كل قبيلة وأن تأخذ كل قبيلة قدرها من ذلك لكان هذا هو الحل العقلي المنطقي السليم، لكن روح الاستفراد والاستئثار التي تربى عليها الناس خصوصًا في البيئات المتخلفة تجعل القضية صراعًا على هذا المقعد أو الكرسي، أو الموقع الذي لا يتسع في نظرهم إلا لشخص واحد.

ولهذا كانت الحكمة في القدرة على تحويل هذا الصراع إلى حل مشترك فيما بينهم، مما يسهم في اجتماعهم بدلًا من أن يكون سببًا في فرقتهم وتباعدهم.

لقد اختلفوا على ذلك، حتى هموا أن يقتتلوا، فعصمهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم، فاتفقوا على أن يحكموا بينهم أول داخل باب المسجد الحرام، وكان من الرحمة الربانية السابقة للبعثة، وقبل أن ينزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون أول داخل هو محمد بن عبد الله، ذلكم الرجل الكريم المقبول عندهم جميعًا، فسروا وفرحوا، وقالوا: لقد جاء الأمين.

فحكَّموا النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فأتى برداء ووضع الحجر فيه، ثم طلب من كل قبيلة أن تأخذ بطرف من أطراف الرداء، ثم قام هو صلى الله عليه وسلم فوضع الحجر في مكانه، وبذلك حل الإشكال فيما بينهم، ورضوا جميعًا، وأسهم كل طرف منهم في القيام بهذه المهمة، وتم حقن الدماء بطريقة سلمية سليمة، وهذا مما قدمه الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان له أعظم المكانة، وأفضل المقام في قريش قبل الإسلام.

رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

http://alsallabi.com/books/view/506

كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي

http://alsallabi.com/books/7


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022