وفاة شيخ الفقهاء أبو حنيفة
اقتباسات من كتاب "مع الأئمة" لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
الحلقة: الأربعون
13 ذو الحجة 1443ه/12 يوليو 2022م
أجمع أهل السير والتاريخ على أنه رحمه الله مات سنة خمسين ومئة، واختلفوا في أي الشهور منها على أقوال، ومات وهو ابن سبعين سنة، على الخلاف الوارد في سنة ولادته، كما تقدم.
وقال الحسن بن يوسف: «يوم مات أبو حنيفة صُلي عليه ست مرات؛ من كثرة الزحام».
فرحم الله أبا حنيفة، فقد خلَّف علمًا كثيرًا، وطلبة ربَّاهم في مجلس الفقه على التفكير والاستنباط والنظر والمشاورة والمناظرة، حتى تفتَّقت أذهانهم، وصفت قرائحهم، واكتملت آلة الاجتهاد لديهم، وخلَّف مدرسة فقهية ضخمة هائلة حافلة بالمدوَّنات والمصنَّفات في الأصول والفقه والتراجم والمناظرات وسواها، وخلَّف مذهبًا فقهيًّا أصيلًا، صمد للقرون المتطاولة، حتى صار أتباعه يُعدُّون بعشرات الملايين في بلاد المشرق وتركيا والعراق ومصر وسائر بلاد الإسلام، وكان هذا المذهب معينًا ثرًّا، يلجأ إليه المتفقِّهون والمستنبطون كُلَّما نزلت نازلة أو ألمَّت مُلِمَّة، وكان مع إخوانه من أئمة المذاهب الفقهية المتبوعة قادة الموكب المبارك من المؤمنين والمسلمين، فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب مع الأئمة للشيخ سلمان العودة، صص 82
يمكنكم تحميل كتاب مع الأئمة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي عبر الرابط التالي: