الخميس

1446-04-14

|

2024-10-17

البعد السياسي عند ابن السنوسي... من الدفاع عن الخلافة العثمانية إلى الوقوف في وجه الأطماع الأوروبية

بقلم: د. علي محمّد الصلابي

الحلقة السادسة عشر

صفر 1441 ه/ أكتوبر 2019

يظهر البعد السياسي عند ابن السنوسي في تعامله الحكيم مع الدولة العثمانية، حيث رأى في الدولة العثمانية دولة الخلافة، ضرورة لازمة لوحدة الأمة، والدفاع عن كيانها، وأنه لابد من معاضدتها والوقوف بجانبها، رغم ماكان يعتقده في الأصل من أن الخلافة تكون بيد قرشي، ومع هذا فإنه لم يشأ أن يثير موضوع الخلافة من هذه الناحية، لأنه يعلم يقيناً أن إثارة هذا الموضوع معناه فتح باب للنزاع لايعود إلا بضرر على السنوسية وعلى المسلمين أجمع، ويبدو أنه اعتبر من الأحداث التي عاصرها في صراع حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب مع الدولة العثمانية واقتنع بأن أخف الضررين في هذه المسألة الحية الواقعية في عدم معادات الدولة العثمانية ولذلك نجد أن السنوسي يعمل على توثيق علاقته بحكام الأقاليم الليبية في طرابلس، وفزان وبنغازي، وتولدت علاقة وثيقة بين الولاة العثمانيين وابن السنوسي مبنيّة على الاحترام، والتقدير، فقد جاء في رسالة بعث بها ابن السنوسي لوالي طرابلس محمد أمين باشا بعد تأسيس الزاوية البيضاء:(ثم إننا نحن وعصابة المهاجرين بحمد الله في عافية وماذكرتم من كونكم الى لقائنا بالأشواق وأخذكم من عهود الود بأشد وثاق، فهذا محقق لدينا، وواجب المكافة علينا، ويؤكده دوام اعتنائكم بنا وبأصحابنا وملاحظتكم لنا وشفقتكم علينا ، وتوصيتكم أتباعكم على ما يتعلق بمحلنا من خدمة وعمارة ، وغير ذلك مما لايقدر على مكافأتكم عليه إلا الله سبحانه، هذا مع بعد المسافة واشتغالكم بمصالح الدولة العلية وقيامكم بأعباء سياسة الرعية ، فإن هذه الزاوية وإن نسب إنشاؤها لمن قبلكم فإنما تمام أمرها واستمرار انتظامها بشمول نظركم، فأنتم لذلك منا بمرأى ومسمع، ومذكورون مع الحاضرين في كل مجمع... والأخوان المهاجرون دائماً لكم داعون) ثم يتحدث عن عمله وعمل الأخوان في نشر العلم وإقامة شعائر الدين ثم يقول: (ثم ماذكرتم من توجيه النجل الناجب الى ولاية بنغازي للقيام بمصالح الدولة السنية فنعم مافعلتم ونرجوا أن يكون على قدمكم في طرق السداد والرحمة للعباد ، فأوصوه بذلك، وادعوا له به فإن رضاء الحق في رضائكم عليه. ونحن والاخوان عليه راضون، وله راعون وبالسيرة الحسنة موصون. جعله الله وارث كمالكم بعد طول الاعمار، وجمع لكم بين عز هذه الدار وتلك الدار ... فنوصيكم وأنفسنا بوصية الله سبحانه للنبيين والمرسلين الأولين والآخرين. {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن أتقوا الله} وأن تتخلقوا بمحض الرحمة لعباد الله. قال العلي الشأن: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان...} وقال ذو الشمائل الحسنة: (عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة). الراحمون يرحمهم الرحمان. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. والجزاء من جنس العمل، وإنما هي أعمالكم ترد عليكم وكما يدين الفتى يدان، نسأل الله سبحانه لنا ولكم وللمسلمين أن يؤتينا من لدنه رحمة ويهيء لنا من أمرنا رشداً ويحل علينا رضوانه الأكبر الذي لا سخط بعده أبداً إنه جواد كريم. رؤوف رحيم وعلى جنابكم السلام وهو الختام).
فالباحث يلمس وداً قوياً بين ابن السنوسي والوالي ، ويستنتج منه رضا الوالي وتأييده لحركة ابن السنوسي ونجد رسالة أخرى بعث بها ابن السنوسي الى محمد باشا صالح حاكم بنغازي يعهد فيها للوالي بمهمة رعايا الزوايا وحمايتها وإصدار الأوامر باحترامها وذلك قبل سفر ابن السنوسي للحجاز. وقد جاء في الرسالة: (... فلما حان سفرنا وجب علينا أن نرد الأشياء الى محلها والأمانات الى أهلها، وذلك أن هذه الزاوية التي حدثت بهمة حضرتكم ومنّة جناب والدكم (هنا بياض في الأصل) ... وكل من الزوايا حوله عربان وعلم جنابكم محيط بأحولاهم وتعدى بعضهم على بعض فضلاً عن غيرهم... وقد سيق من جنابكم وجناب الأكرم الوالد حمى حرمها وصيانة حرمها .. وإذا تأكد وشاع عن سفرنا ماهو الواقع من انتسابها لجنابكم، وعلم الجميع بذلك بعزيز خطابكم لا يستباح لها حصن ولا تحضر لها ذمة وتصير حرماً آمناً...).
وهذه الرسالة وجهها ابن السنوسي الى حاكم إقليم فزان فقال بعد البسملة والديباجة الأولى: (ولدنا مصطفى باشا قائم مقام فزان حالاً. أدام الله بقائه وزاده عزاً وإجلال.
وبعد إهداء تحيات عطرة تليق بعزيز الجناب، ورفع أكف الضراعة مستمطراً وأكف الإنعام وسوابغ الآلاء مدى الدهور والأحقاب وأنه قد وصل مشرفكم الكريم. وحمدنا الله تعالى على ما أنتم عليه من الفضل الجسيم. وأسفر عن مكارمكم الفائقة ... باستنشاق ريا مننكم الرائقة إنكم للفضل أهل ولأعمال الصالحات مأوى ومحل إذان مقاصدكم كلها صالحة. وفضائلكم لدى الخواص والعوام واضحة وقد أخبرنا ولدنا الشيخ أحمد بن ابي القاسم التواتي عن جميع خيراتكم تفصيلاً. وتتابع ذلك منكم بكرة وأصيلاً. زادكم الله عزاً ورفعة وجعلكم تحت كنفه في عز دائم ومنعة. وأفاض عليكم من نوره الأسن، وأمدكم من فيوضاته المباركة الحسنى فأبشر بحول الله وقوته بالعز الأبدي والفخر الدائم السرمدي وقد وجهنا ولدنا الشيخ محمد بن الشفيع يذكر عباد الله في تلك الناحية. ويكون مقامه بزاوية (واو) حتى يرجع إليها الشيخ أحمد بن أبي القاسم التواتي لأن مرادنا أن يأتينا من هناك ببعض كتب غير موجودة في خزانتنا ويرجع إن شاء الله عاجلاً. وها نحن داعون لكم بصالح الدعوات في الخلوات والجلوات وأوقات الإجابات وعلى الله القبول وهو المرجو منه والمأمول وسلام السلام يخصكم ويعم سائر اللائذين بجنابكم.
ومن خلال الرسائل نستنتج أن ابن السنوسي استطاع أن يقيم علاقات متينة مع الولاة العثمانيين، ويبدو أن الحكومة العثمانية قررت أن تكسب ابن السنوسي لصفها، وخصوصاً بعد أن قدم للقبائل خدمات عظيمة في مجال الدعوة، والتعليم، والارشاد، وعالج ظاهرة خروج القبائل عن الدولة بحكمة نادرة، فكانت القبائل تقبل نصائح ابن السنوسي ويطيعون العثمانيين بناءً على توجيهاته، ولذلك تركت الدولة الدواخل في يد الحركة السنوسية، وبدأت الحركة تتحول الى إمارة منضوية تحت لواء الخلافة العثمانية وقام ابن السنوسي بأرسال مندوباً عن الحركة السنوسية الى استانبول وقام بهذه المهمة الشيخ عبدالرحيم المحبوب شيخ زاوية بنغازي حيث قابل السلطان عبدالمجيد وحصل منه على (فرمان) عام 1856م يعفى ملاك الزوايا من الضرائب ويسمح لها بجبي نقود من أتباعها، ونخرج من ذلك كله بأن علاقة ابن السنوسي بالدولة كانت طيبة وحسنة طول إقامته الأولى في برقة. وقد أشار صادق المؤيد لهذا الفرمان الذي لم نعثر على صورة له. ثم سافر الشيخ أبو القاسم العيساوي من طرابلس إلى استانبول وحصل على (فرمان) آخر من السلطان عبدالعزيز يؤكد الفرمان الأول، وآتى به إلى حاكم طرابلس.
وقد وجد المؤرخ أحمد الدجاني في دار المخطوطات في طرابلس (مرسوم ولائي) من والي طرابلس إلى متصرف الجبل يؤكد على ماتحصل عليه أبو القاسم العيساوي من فرمان من استانبول وقد جاء فيه بعد التحية " وبعد فإن الشيخ العالم ... السيد الحاج بلقاسم العيساوي دام موقراً مرعياً بيده أوامر من أسلافنا الوزراء العظام تشعر بكونه أتى بفرمان عالي الشأن في تعظيمه وإجلاله وتوقيره واحترامه لما تحقق من حسن سيرته وخلوص طريقته وسريرته وفضله وسلوكه مسلك استاذه ذي الهداية والإرشاد موصل السالكين لإدراك المراد، صاحب المقام الأنور الباهر، والنسب العالي الطاهر والكرامات والأسرار السابقة في جميع الأقطار، عين أعيان الأخيار محمد بن علي السنوسي الخطابي الإدريسي ... كما تشعر بأنه أسس زاوية باسم استاذه المشار إليه، قاصداً بذلك نشر العلوم وتعليم أولاد المسلمين وظهور طريقة الاستاذ ليعم النفع والإرشاد، كما تشعر بأن يكون من سائر المأمورين ورفع مقامه وزيادة تعظيمه واحترامه والنظر إليه بعين الكمال والوقار والإجلال ووقاية الطلبة والمهاجرين بالزاوية المذكورة .. وعدم التعدي على الزوار الوافدين عليها .. وإجراؤه هو ووالده وإخوته على ماهم عليه وأن لايقاسون بغيرهم من حيث المطالبة الميرية والاعشار الشرعية وأن لايطالب بميري ولا أعشار ..).
إن ابن السنوسي استطاع أن يصل إلى أهدافه، وأن يوسع نفوذ دعوته، ويكسب معاضدة الدولة العثمانية له سواءاً عن طريق باشواتها في ليبيا أو السلاطين العثمانيين في استنبول، فقد استطاع أن يتحد مع الدولة العثمانية في السعي الدؤوب من أجل تحقيق أهداف الإسلام الكبرى، وقد نظر ابن السنوسي إلى دولة الخلافة، كواقع موجود لاتسمح الظروف بتغييره، بل الصواب العمل على الحفاظ عليه وعدم الاصطدام به، لذلك جعل علاقته بها طيبة. أما الدولة العثمانية فكانت ترى في الحركة بعض الفوائد استطاعت تحقيقها، كما أن الحكام العثمانيين اقتنعوا أن ابن السنوسي لم يكن يطمع في الخلافة، وقد سئل ملك ليبيا السابق محمد ادريس السنوسي هل كان جده يهدف إلى إقامة دولة إسلامية؟ فأجاب بالنفي وذلك لأن جده ماكان يريد الاصطدام بالدولة العثمانية التي وقفت منه موقفاً طيباً عندما أعفى السلطان عبدالمجيد الإخوان من دفع الأموال الأميرية، ولأنه كان يخشى أن يكون حاكماً لأن الحاكم يظلم أحياناً وهو يعلم وأحياناً دون أن يعلم.
إن ابن السنوسي مع قناعته بأحقية القرشي بالخلافة لم يَر إثارة موضوع الخلافة، لأنه رأى أن ذلك من غير المناسب وليس من مصلحة المسلمين إثارة مثل هذا الخلاف، ولذلك ركز على جوانب الإصلاح الأخرى، فصار هدفه إيجاد مجتمع مسلم يتألف من أفراد فهموا الإسلام وتربطهم شريعة الله، وذلك حتى يستطيع هذا المجتمع أن يقوم بواجباته نحو الإسلام، من رد الاعتداء، وإقامة شرع الله، ودعوة الناس إلى الإسلام ... ولابد وأن ينتهي الأمر بإصلاح السلطة وحل مسألة الخلافة.
وقد اختار ابن السنوسي طريق التعليم والإرشاد طريقاً لإصلاح المجتمع ولذلك كانت خطواته الحركية والدعوية محسوبة، فلم يصدم بالدولة، ولا بالعلماء، ولا غيرهم وإنما سعى لتحقيق أهدافه بالوسائل السليمة، وأقام زوايا لتكون بمثابة خلايا حية، تمتد منها الحياة إلى سائر جسم الأمة الإسلامية.
إن ابن السنوسي لم يترك فرصة تمر إلا واتخذها لتعزيز مركز دولة الخلافة والأخذ بيدها، وكان يرأى أن طرق الاقناع هي خير الوسائل لبلوغ الأهداف السامية، ولم يستعن ابن السنوسي بأي دولة أجنبية، أو تعاون مع أي منها، أو ترامى في أحضانها، أو قام بتشجيع الثورات التي لاتأتي بفائدة مرجوة للمسلمين.
إن خطواته الدعوية الحكيمة قد اغضبت بعض العاطلين من الحكام والجامدين من العلماء، والمفكرين من دهاة الاستعمار ودعاته، واستطاع ببعد نظره، وحكمته أن يتغلب عليهم، وأن يرسم خطوطاً متينة سار عليها اتباعه من بعده.
وقد تكلمت جريدة ( الماتين الفرنسية ) عام 1912م، عن البعد السياسي عند ابن السنوسي فقالت: " لم يكن مجئ السنوسيين إلى طرابلس وتوطنهم فيها من قبيل المصادفات والاتفاق، فهؤلاء أدركوا من زمن طويل أن الأوربيين سيستولون على طرابلس الغرب بعد استيلائهم على الجزائر، ومراكش، فأرادوا أن يقعوا وراء ساحل طرابلس كالبنيان المرصوص ليدافعوا عن بيضة الإسلام عندما تطلق أوربا أساطيلها بسهولة على تلك السواحل".
لقد كان ابن السنوسي لايفرق بين الدين والدولة، بل كان يرأى أن الدين والدولة كل لايتجزأ، ولهذا كانت نظرته إلى الحياة نافذة، استمدها من دينه الذي يدعو إلى الشمول ولو كان البعد السياسي غائباً عن ابن السنوسي، لما حاربته حكومة السلطان مولاي سليمان في مراكش، ولما ناصبه العداء حكام الجزائر، ولما أوجس منه حاكم مكة خيفة، ولما تحرش به بعض علماء مصر، ولما اهتمت بشأنه دولة الخلافة، ولما فزعت منه دول الإستعمار رعباً وفي مقدمتها فرنسا، ولو كان كمثل شيوخ الطرق الصوفية التقليدية لبقى معززاً محترماً ولعاش عيشة الخنوع والإستسلام.
يقول الاستاذ عباس محمود العقاد (وكان الشيخ السنوسي- بخلاف الغالب على مشايخ الطرق - خبير بأحوال السياسة العالمية فوقر في ذهنه أن النابلطان أي الإيطاليين مغيرون لامحالة على برقة في يوم قريب فأوغل بمقامه إلى واحة الكفرة على طريق السودان ليشرف من ثم على تعليم أهل الصحراء جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً ويهيئ في جوف الصحراء ملاذاً لمن تقصيهم غارات المستعمرين على السواحل ومدن الحضارة) لقد اعتبر الأوربيون الحركة السنوسية عقبة كأداء في طريق تحقيق أهدافهم الإستعمارية، ولهذا نجد الكاتب الفرنسي دوفريه في غير اعتدال يصاب بحمى الهذيات، فيقول إن السنوسية خطر عام، خطر على أوربا، وخطر على الدولة العثمانية، وخطر على شمال إفريقيا وخطر على مصر.
أما السياسي الفرنسي المعروف المسيو هانوتو فيقول : (لقد أسس الشيخ السنوسي في جبهة ليست بعيدة عن الأصقاع التي تلي أملاكنا في الجزائر وطرابلس وبنغازي مذهباً خطيراً له أتباع وأنصار متعددون، ومقر هذا الشيخ بلدة جغبوب الواقعة على مسيرة يومين من الواحة التي كان قائماً بها هيكل البرجيس آمون : الى أن قال: ومن مذهب الشيخ السنوسي وأتباعه التشديد في القواعد الدينية، ولقد لبثوا زمناً طويلاً لايرتبطون بعلاقة مع الدولة العثمانية غير ان هذا لم يمنع السنوسيين من مد حبل الدسائس التي أوقفت بعثاتنا عن كل عمل مفيد لفرنسا في افريقيا الجنوبية، ولم يكن الأمر قاصراً على وسط القارة الأفريقية فإنه يوجد بالاستانة نفسها والشام وبلاد اليمن وكذلك مراكش عصابات خفية ومؤامرات سرية تحيط بنا أطرافها، وتضغط علينا من قرب ويخشى أن تعرقلنا إذا ما أغمضنا الطرف عنها.
وقد وصف الفرنسيون اتباع الحركة السنوسية بانهم أشد صلابة من الحجر الصلد.
واستدل العلامة محمد رشيد رضا على صدق الحركة السنوسية بما كانت تقوم به فرنسا من عداوة ومحاربة لهذه الحركة الى الصوفية التي اقضت مضاجعها، ولم تكتم فرنسا رغبتها في القضاء على شيخ السنوسية واستئصال قوته.
وقد امتدح محمد رشيد هذه الحركة بقوله: (استطاعت دولة فرنسا إفساد بأس جميع الطرائق المتصوفة في افريقية واستمالة شيوخها بالرشوة إلا الطريقة السنوسية).
إن البعد السياسي عند ابن السنوسي، يتضح للباحث في حملة التوعية التي قام بها ضد الغزو القادم للأمة من قبل الأوروبيين، وتنظيمه للزوايا، وتعبئة الأنصار؛ بغرس الثقة في دينهم وعقيدتهم ، والثقة بقيادتهم ، وتأخير الصدام مع الأوروبيين حتى يكتمل البناء.
وتحدث آدمز عن ابن السنوسي وختم كلامه قائلاً:( وعلى أية حال فإن ابن السنوسي كان يتمتع بقدرة تنظيمية غير عادية، وبحس عملي دقيق للأحداث).
ووصفه ستودار بأنه (كان رجلاً شديد الهيبة، بعيد الهمة، عظيم الاقتدار على التنظيم والاصلاح).
وقال فيه المؤرخ التركي أحمد حلمي : (إن من يمعن النظر في عظمة المقتصد وجلالته وفي قدرة الوسائط وفقدانها وجسامة المشكلات التي اقتحمها المؤسس وقاسها على الجمعيات الأوروبية والشرقية لايمكنه إلا أن يقف موقف الدهشة أمام عظمة هذا الرجل وبعد غور دهائه).
أما محمد الطيب يقول في شخصية ابن السنوسي: (أمة قوية لا يتطرق إليها الضعف والوهن، فكان عدواً للجهل وخصماً للاستكانة ، وضداً للأفكار العقيمة).
أما الزعيم الليبي السياسي الكبير بشير السعداوي فيقول: (مهما أوتي المؤرخون والكتّاب والشعراء من قوة في البيان وابداع في البلاغة وهو يتناولون الحقائق عن سيرة السيد السنوسي وأهدافه السامية التي يرمي إليها وقد حقق جزءً منها، فلا يستطيعون ايفاء المقام حقه ولن يصلوا الى معرفة هذا المصلح الاسلامي العظيم ، كما ينبغي وكلما توالت الأيام والسنون، فهي تثبت لنا عظمة السنوسي، ونبل مقاصده السامية التي تصلح من شأن المسلمين).
وأما سالم بن عامر فيصف السنوسية فيقول : (هي طريقة أسست على حكمة علمية واجتماعية وأن أسس هذه الجمعية السنوسية هي الأخوة والتعاون الى أن يقول إن الجمعية السنوسية مع أنها طريقة مخصوصة فهي جمعية سياسية أفكارها ومقاصدها معلومة لدى خواص الاخوان والخلفاء، والمشايخ والزعماء...).

للاطلاع على النسخة الأصلية للكتاب راجع الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022