(الكتابة في القبلة)
اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)
الحلقة: السادسة و الخمسون
3 جمادى الآخرة 1444ه/ 27 ديسمبر 2022م
سئل الإمام مالك رضي الله عنه عن كتابة آية من كتاب الله في قبلة المسجد فقال: أكره أن يُكتَبَ في قبلة المسجد شيء ًمن القرآن والتزويق، وقال إن ذلك يلهي المصلي.
وجوزه بعض العلماء فقالوا: لا بأس به لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ} [التوبة:18]، ولما روي من فعل عثمان رضي الله عنه ذلك بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنه بناه بالحجارة المنقوشة» ولم ينكر ذلك.
ولم يزل المسلمون الأوائل في عصور الأصالة والاتساع يحرصون على تزيين المساجد الكبرى في البلاد المختلفة، بما لا يفقدها الروح التي بُنِيَت من أجلها، وهي رُوح الخشوع والتعبد لله تعالى، ولهذا رأينا الزخارف الجميلة والرائعة في مسجد قبة الصخرة بالقدس والزخارف في المسجد الأموي. وسار على ذلك أكثر المسلمين في مصر والشام والعراق وتركيا، وكم رأينا من الفخامة والضخامة والروائع في تركيا، وبخاصة جامع السلطان أحمد، والسلمانية وغيرهما، وهذا الذي نرجحه.
ولم يزل المسلمون منذ قرون يكتبون آيات الله في قبلة المسجد، ويزخرفونها، ولكن ينبغي الاعتدال في ذلك ما أمكن، حتى لا تشغل الإمام والمصلين خلفه.
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) صص125-124