(الذكر عند الرفع من الركوع من سنن الصلاة)
اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)
الحلقة: الثانية والسبعون
شعبان 1444ه/ مارس 2023م
ويسن للمصلي أن يقول إذا رفع رأسه من الركوع: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد. إلاّ إذا كان مأموما، فإنه يقول: ربنا لك الحمد، ولا يقول: سمع الله لمن حمده. لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الإمام: الله أكبر. فقولوا: الله أكبر. فإذا قال: سمع الله لمن حمده. فقولوا: ربنا ولك الحمد".
وقوله: "اللهم ربَّنا لك الحمد". ثبت لها عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغ أربع:
الأولى: "ربنا لك الحمد". كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه يصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: ثم يقول وهو قائم: "ربنا لك الحمد".
الثانية: "ربنا ولك الحمد". كما في حديث أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنما جعل الإمام ليؤتمَّ به، فإذا صلى قائمًا فصلُّوا قيامًا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده؛ فقولوا: ربنا ولك الحمد".
الثالثة: "اللهم ربّنا لك الحمد". ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربَّنا لك الحمد. فإنه من وافق قوله قول الملائكة؛ غفر له ما تقدَّم من ذنبه".
الرابعة: "اللهم ربّنا ولك الحمد"؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال: سمع الله لمن حمده. قال: "اللهم ربنا ولك الحمد". ويستحبُّ الزيادة على قول: ربنا ولك الحمد. بمثل: حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السماوات والأرض. لما رواه رافعة بن رافع قال: كنا يوما نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الركوع قال: "سمع الله لمن حمده". قال رجل وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه. فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من المتكلِّم آنفا؟" فقال الرجل: أنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيتُ بضعةً وثلاثين ملَكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أولُ".
وأن يضم إلى ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول حين يقول: "سمع الله لمن حمده: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماء- قال مؤمل: ملء السماوات- وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجد".
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) صص181-179