السبت

1446-06-27

|

2024-12-28

(الذكر بين السجدتين من سنن الصلاة)

اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)

الحلقة: الثالثة والسبعون

شعبان 1444ه/ مارس 2023م


يُسَنُّ للمصلي أن يقول بعد أن يرفع رأسه ويجلس بعد السجدة الأولى: ربِّ اغفرْ لي، ربِّ اغفر لي. لحديث حذيفة رضي الله عنه في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: وكان يقعد بين السجدتين نحوًا من سجوده، وكان يقول: "ربِّ اغفر لي، ربِّ اغفر لي".
وإن شاء زاد على ذلك، فقال: "اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، واهدني، واجبرني، وارزقني، وارفعني". لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: "اللهم اغفر لي وارحمني، وعافني واهدني وارزقني". ولفظ ابن ماجة: "ربِّ، اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارزقني، وارفعني".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل هذا الركن بقدر السجود؛ فعن البراء رضي الله عنه قال: كان ركوع النبي صلى الله عليه وسلم وسجوده، وبين السجدتين، وإذا رفع رأسه من الركوع، ما خلا القيام والقعود قريبًا من السواء.
هيئة الجلوس بين السجدتين وفي التشهد الأوسط:
والسنة أن يجلس بين السجدتين وفي التشهد الأوسط مفترِشًا، والافتراش أن ينصب قدمه اليمنى قائمة على أطراف الأصابع بحيث تكون متوجهة نحو القبلة، ويفرش رجله اليسرى بحيث يلي ظهرها الأرض، جالسًا على بطنها.
قال أبو حميد في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم ثنى رجله اليسرى، وقعد عليها، واعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه، ثم هوى ساجدا.
وقالت السيدة عائشة تحكي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: وكان يفرش رجله اليسرى.
ويستحب أن يضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على فخذه اليسرى، بحيث تساوي رؤوس أصابعه ركبتيه، وأن يقبض أصابع يده اليمنى إلا السبابة، وهو الإصبع الذي يلي الإبهام. فإنه يشير به مرفوعًا إلى الأمام.
فعن علي بن عبد الرحمن المُعَاوِيّ قال: رآني عبد الله بن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة، فلما انصرف نهاني فقال: اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع، فقلت: وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قال: كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها، وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفَّه اليسرى على فخذه اليسرى.
وفي رواية أخرى عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، ويده اليسرى على ركبته اليسرى باسطها عليها.

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) صص186-184


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022