الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

(ما كتب في فقه الموازنات)

اقتباسات من كتاب "فقه الحياة" لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

الحلقة: 27

وهذا البحث -أعني: فقه الموازنات- كُتِبَت فيه سطورٌ مُتَفَرِّقة، وأُدْرِج ضِمن أبحاث أوسع في «فقه الأَوْلَوِيَّات»، كما فعل الشيخ الدكتور يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ القرضاويُّ حفظه الله، وأفرده الأستاذ الكماليُّ في بحث خاص تحت عنوان: «الشريعة الإسلاميَّة وفقه الموازنات»، وتَحَدَّث عنه الأستاذ ياسر العدل في كتاب: «الفقه الغائب».

وهناك رسالة علميَّة مُتْقَنَة للشيخ سليمان بن عبد الله النجران، بعنوان: «المفاضلة بين العبادات».

وصنَّف فيه الأستاذ ناجي إبراهيم السويد مُصَنَّفًا خاصًّا تحت عنوان: «فقه الموازنات بين النظريَّة والتطبيق».

وجدير بالباحث المعاصر أن يتوسَّع في دراسة هذا الموضوع بالانفتاح على عدد مِن العلوم الحديثة، باعتبار أن الحياة شيءٌ واحدٌ مُتَّصِلٌ بعضُه ببعض، وأنَّ ثورة المعلومات تُوْجِب الانتفاعَ بالـمُنْجزات المعرفيَّة، والتجارب البشريَّة في علومٍ مثل:

1- علم الإدارة، وإدارة الوقت أو إدارة الذات، وترتيب الأَوْلَوِيَّات، ومن ذلك الرباعيَّة المعروفة بين العاجل والمهمِّ، والعاجل غير المهمِّ، والمهم غير العاجل، وغير المهمِّ غير العاجل.. وما يُسَمَّى بـ «الفرق بين الساعة والبُوصْلة»، فالساعة تعبيرٌ عن واجب اللحظة الآنيَّة، أما البُوصْلة فتعبيرٌ عن واجب المستقبل الأوسع.

2- علم التنمية المجتمعيَّة، والتنمية البشريَّة.. مما يَعْني إضافة اهتمامات جديدة لدى الباحث، تفتحُ أُفُقَه وعقلَه على ميادينَ قد لا يجدُها لدى الأقدمين.

3- علم الاقتصاد.

4- علم السياسة.

5- علم الإعلام والاتصال الجماهيريِّ، ويُرْشِد إلى أهميَّته في باب التوازنات قولُ النبيِّ ﷺ: «لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ».

لقد كان ﷺ أمام خيار قَتْلِ أشخاصٍ معروفين، ثَبَتَ نفاقُهم، واستحقُّوا القتلَ، ولذا لم يقلْ هنا كما قال في شأن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه: «فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالـحُدَيْبِيَةَ». وإنَّما اعتذر بما يترتَّب على الفعل مِن المقالة الضارَّة التي يصعب حصارها، فدلَّ على جواز الفعل مِن حيث الأصل.

6- علم الاجتماع، فإنَّ معرفةَ سُنَن الله في المجتمعات والأُمم ضرورةٌ لكلِّ عمل يستهدِف الإصلاحَ، ولا بدَّ مِن الموازنة بين مراعاة أَمْزِجَة المجتمعات، وبين مطالب التغيير والترقِّي، وبين مصالح الفرد والجماعة، وبين الحاجات النفسيَّة والاقتصاديَّة..

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب"فقه الحياة" للشيخ سلمان العودة، صص 110-109


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022