في أسباب الأزمة
اقتباسات من كتاب "فقه الحياة"
لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان العودة
(فرج الله عنه)
إننا جميعًا مسؤولون، وليس مِن حقِّ أحد مِنا أن ينسحب، ويعتبِر نفسَه بمَنْجَاة مِن ذلك، ولذلك ينبغي أن نعرف الأسباب..
ولعل السبب الرئيس هو ضعف الشخصيَّة الإسلاميَّة: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِن عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾.
وما لم يستشعِر ذلك كلُّ فرد منا، فسنظَلُّ نُلْقِي باللائمةِ على الأطراف الأخرى، ولن ننجح، ولو وقف أحدنا مع نفسه، وأخذ ورقة وقلمًا، وبدأ يدون إخفاقاته، ويعترف بإساءاته وأخطائه التي اقترفها في حق أمته، لتبين له أنه جزء من المشكلة، وستكون هذه الوقفة بداية إيجابية، وأن يعتبر نفسه مسؤولًا ولو بشكل جزئي عن الخلل الموجود في الأُمَّة.
إننا كثيرًا ما نتحدَّث عن أذى القوى الخارجيَّة؛ أمريكا، وإسرائيل، والغرب.. ولا شك أن الغرب له دور فيما تعانيه الأُمَّة، ولكن يجب أن نُدْرِك أن هذا الدور في البداية كان مِن عند أنفسنا، كما قال ربُّنا سبحانه..
ولو كنا أُمَّة واحدة كما أَمَرَنا ربُّنا عزَّ وجلَّ، وكان لدينا من الإمكانات الذاتيَّة ما هو واجب ومطلوب.. ما استطاع العدوُّ أن يبلُغ منا مبلغَه، ويفعل فينا فعله، فإنَّما أُتِينا مِن قِبَل أنفسنا، وبذلك تَسَلَّط علينا الأعداءُ، فيجب ألا نُبالغ في تحميل الطَّرَف الخارجيِّ المسؤوليَّةَ، وكأنا نبرئ أنفسنا من كل تقصير.
وليس مِن العقل والحكمة أن نظلَّ نشتُم أعداءنا، بينما ندرك يقينًا، أن لو كنا نحن على مستوى المسؤوليَّة، ما كانت مؤامرات الأعداء ومكايدهم تبلغ فينا ما بلغت.
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب"فقه الحياة" للشيخ سلمان العودة، صص 166-167