السبت

1446-07-11

|

2025-1-11

القرآن لا يعترف بالتوراة اليهودية المحرفة

مختارات من كتاب الأنبياء الملوك (عليهم السلام)

بقلم: د. علي محمد الصلابي

الحلقة (110)

 

هذه التوراة اليهودية (العهد القديم) المحرفة يكذّبها القرآن في كثير مما فيها ويبيّن الأكاذيب والأخطاء التي وقع فيها الأحبار، وهم يكتبونها.

ولم يعترف القرآن أن هذه التوراة اليهودية كلام الله، لأن التوراة التي أنزلها الله على موسى (عليه السلام) أضاعها اليهود وكتبوا شيئاً آخر وغيّروها وبدّلوها، وجاء في هذا آياتٌ صريحة عديدة منها:

- قوله تعالى: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 75].

- ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ [البقرة: 79].

وغير ذلك من الآيات الكريمة. وبما أن التوراة اليهودية المحرفة من (تأليف) الأحبار الكافرين المحّرفين للتوراة الربانية الصحيحة، فإنّ القرآن لا يعترف بها ولا يقرّها، إنما ينكرها ويرفضها، ولا يعتبرها كلام الله وهذا هو مفهوم الآيات السابقة التي أدانت الأحبار إدانة صريحة.

وإقرارنا أن التوراة اليهودية المسماة: (العهد القديم) من صناعة الأحبار وتأليفهم، على مدار التاريخ اليهودي الطويل، لا يمنع وجود (بقايا) قليلة من التوراة الربانية متفرقة في أسفارها، لكنها لا تخرج عن كونها كلمات أو عبارات متناثرة، هنا وهناك، وهي قليلة جداً لا تكاد تذكر، وسط ذلك الركام من تحريفات الأحبار. ويستحيل (فرز) ذلك القليل من التوراة الربانية من بين أساطير التوراة المحرفة، ثم إن الله نسخ الكلام وما فيه من تشريعات وأحكام والخير الذي فيه وأثبته في القرآن.

القرآن الذي يكذب التوراة المحرفة، يفصل القول في المسائل العديدة التي كان اليهود يختلفون فيها، قال تعال: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78)﴾ [النمل: 76 78]؛ تقرر الآية أن اليهود اختلفوا كثيراً في مسائل كثيرة، وكانوا فِرقاً متقاتلة متنازعة تحارب بعضها، ويكفّر بعضهم بعضاً، كما قال تعال: ﴿وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [المائدة: 64].

إنهم ظلوا تابعين للسلوقيين، ثم سمح له بحكم هذه المناطق، وبدأت مملكة سيمون تكبر وتتوسع واستمرت مملكة (سيمون) بالتوسع والامتداد حتى عام 76ق.م حيث وصلت إلى البحر، ولكنها بالرغم من ذلك ظلت تتبع الإغريق رسمياً وقانونياً وسياسياً.

 

مراجع الحلقة:

- الأنبياء الملوك، علي محمد محمد الصلابي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير، 2023، ص 512-515.

- حديث القرآن عن التوراة والانجيل، صلاح عبد الفتاح الخالدي، الأردن، دار النفائس، ط1، 2017م، ص 54.

 

لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:

كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي:

https://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/689


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022