القرآن الكريم يثني على التوراة التي أنزلت على موسى (عليه السلام)
مختارات من كتاب الأنبياء الملوك (عليهم السلام)
بقلم: د. علي محمد الصلابي
الحلقة (109)
إنّ القرآن الكريم فرق بين التوراة التي نزلت على موسى (عليه السلام)، وهي التوراة الربانية، وهذه التوراة أثنى عليها القرآن ووصفها بصفات فاضلية طيبة، فهي نور وضياء وهدى وفرقان وذكر ورحمة، وإمام وبركة، وتبيان لكل شيء، وهي دستور حياة لبني إسرائيل، شرعت لهم الأحكام، ووضحت لهم الحلال والحرام، وحكم بها أنبياؤهم وصالحوهم.
هذه التوراة الربانية الهادية أمرنا الله أن نؤمن بها، لأنّ ذلك من الإيمان بالكتب التي أنزلها وهذا ركن من أركان الإيمان، ومن كفر بالتوراة فإنه كافر مخلد في النار، ولو آمن بالإسلام والقرآن ونبوة محمد ﷺ، لذلك نقرر هنا: أن نؤمن بأن التوراة كتاب الله الذي أنزله على موسى (عليه السلام)، وأنها طيبة عظيمة مباركة صادقة، وأحكامها وتشريعاتها صحيحة عبد بها بنو إسرائيل ربهم.
لكننا نؤمن أنّ الأجيال اللاحقة من اليهود (ضيعوا) تلك التوراة الربانية المباركة، وخلطوها بكلام الله جل وعلا، وبذلك أتلفوها وطمسوا أنوارها وغيروا أحكامها، ولم يحافظوا عليها كما أمرهم الله. ونؤمن أن الله (ينسخ) تلك التوراة التي أنزلها على موسى (عليه السلام) وحرفها وضيعها أحبار اليهود نسخها بالقرآن، الذي جعله الله الرسالة الخاتمة، وحفظه من التغيير والتحريف حتى قيام الساعة. وهذا معناه أنه لا يجوز العمل بالتوراة بعد إنزال القرآن فإيماننا بها إيمان (تاريخي)، وليس له بعد واقعي.
مراجع الحلقة:
- الأنبياء الملوك، علي محمد محمد الصلابي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير، 2023، ص 510-512.
- موسى كليم الله عدو المستكبرين، الصلابي، ص1213.
لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:
كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي: