كأنك تراه (1)
سيرة محفوظة:
الحلقة الحادية عشر من كتاب
مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
ربيع الأول 1443 هــ / أكتوبر 2021
لقد أذن الله أن تحفظ هذه السيرة بتفاصيلها، وحين تقرأ في كتب الشمائل المحمدية، ككتاب «الشمائل المحمدية» للإمام الترمذي، و«مختصره» للشيخ الألباني، وغيره؛ تجد أدقَّ التفاصيل عنه صلى الله عليه وسلم.
حتى إنهم يتحدثون عن الشيب الذي في رأسه ولحيته صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: «ما عددتُ في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته إلا أربعَ عشرةَ شعرةً بيضاء». وفي رواية: «وليس في رأسه ولحيته عشرونَ شعرةً بيضاءَ». وفي رواية: «لقد قبضَ الله عز وجل رسولَهُ وما فَضَحَهُ بالشَّيْب، ما كان في رأسه ولحيته يوم مات ثلاثونَ شعرةً بيضاء».
حتى عدد الشعرات البيض في رأس ولحية النبي صلى الله عليه وسلم مكتوب ومدون، بل محدد أين توجد هذه الشعرات!
إن من أجمل ما في هذه السيرة النبوية العطرة أن الله سبحانه وتعالى حين أذن أن تكون قدوة للناس جميعًا، فإنه سبحانه أقام الحجة بحفظ هذه السيرة وتدوينها وضبطها بشكل لا مثيل له؛ فقد اعتنى علماء الأمة ومؤرخوها بحفظ سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم اعتناء بالغًا، وسبقوا في ذلك الأمم السابقة؛ بل لا مجال للمقارنة بين ما بذله علماؤنا في هذا المضمار، وبين ما هو موجود عند الأمم الأخرى، مما سطروه عن أنبيائهم ورسلهم.
فلو سألت اليهود- مثلًا- عن موسى عليه السلام، لأتوا بأشتات من الروايات المضطربة، التي ليس لها زمام ولا خِطام ولا إسناد.
لكن علماء المسلمين دوَّنوا أدق التفاصيل عنه صلى الله عليه وسلم بأوثق الأسانيد، وحدَّدوا أسماء الرواة؛ حتى إن علم الجرح والتعديل يوجد فيه نحو خمسمئة ألف اسم في ذلك الزمن القديم، ولم يكن عند هؤلاء العلماء حاسبات ولا طابعات ولا غيرها من آلات التدوين والتدقيق، ولكن مستوياتهم في الحفظ والإتقان والضبط بلغت مبلغًا عظيمًا، حتى إنها لتفوق في بعض الأحيان ما وصل إليه التقدم العلمي من ضبط وإتقان بأجهزته المعروفة؛ وقد بذلوا كل ذلك من أجل المحافظة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه.
رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
http://alsallabi.com/books/view/506
كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي
http://alsallabi.com/books/7