الحلقة الثالثة من كتاب
مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
صفر 1443 هــ / أكتوبر 2021
سيرةٌ خالدةٌ:
لم يُكتب لأحدٍ من البشر من الأثر والخلود والعظمة ما كُتب لصاحب النَّسب الشَّريف صلى الله عليه وسلم.
ولقد دُوِّنت في سيرته الكتب، ودُبِّجت في مديحه القصائد، وعُمرت بذكره المجالس، وبقيت عظمته قمة سامِقة لا تَطالها الظنون.
تقلَّبت به صُروف الحياة مِن قوة وضعف، وغنى وفقر، وكثرة وقلة، ونصر وهزيمة، وظَعن وإقامة، وجوع وشبع، وحزن وسرور، فكان قدوة في ذلك كله، وحقَّق عبودية الموقف لربه كما ينبغي له.
ظل في مكة ثلاث عشرة سنة، وما آمن معه إلا قليل، فما تذمَّر ولا ضجر، وجاءه أصحابه يشتكون إليه ويسألونه الدعاء والاستنصار، فحلف على نصر الدين وتمامِ الأمر، وأنكر عليهم أنهم يستعجلون، فكان الأمر كما وعد، عَلَمًا مِن أعلام نبوته، ونصرًا لأمر الله، لا للأشخاص.
وكان مِن نصره أن تأتيَه وفود العرب من كل ناحية مبايعة على الإسلام والطاعة فما تغيَّر ولا تكبَّر، ولا انتصر لنفسه مِن قوم حاربوه وآذَوه وعاندوا دينه.
كما كان يقول أبو سفيان بن الحارث رضي الله عنه:
لَعَمْرُكَ إِنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً * لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ
لَكَالْمُظْلِمِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ * فَهَذا أَوَانِي حِينَ أُهْدَى فَأَهْتَدِي
هَدَانِيَ هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَدَلَّنِي * عَلَى اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ
فمحَا العداوات، واستلَّ السَّخائم، وألَّف القلوب، وأعاد اللُّحمَة، وعرف عدوُّه قبل صديقه أنَّها النُّبوة، وأنَّه لم يكن صاحب طموحٍ شخصيٍّ ولا بانيَ مجدٍ ذاتيٍّ، وإنْ كان الطموح والمجد لبعضِ جنوده.
رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
http://alsallabi.com/books/view/506
كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي
http://alsallabi.com/books/7