الأحد

1446-12-12

|

2025-6-8

الحلقة الرابعة من كتاب
مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
صفر 1443 هــ / أكتوبر 2021

لا يزيد إلا حسنًا: 
تعجب من عفويته وقلة تكلفه في سائر أمره، واحتفاظ شخصيته بهدوئها وطبيعتها وتوازنها مهما تقلبت عليها الأحوال، واختلفت عليها الطرائق.
قَلَّ إنسانٌ إلا وله طبعه الخاص الذي يبِينُ في بعض الحال ويستتر في بعضٍ، ويترتب عليه استرواحٌ لقوم دون آخرين، ويَحكمُ العديدَ من مواقفه وتصرفاته، حاشاه صلى الله عليه وسلم.
فهو يُقْبِل بوجهه على كل جليس، ويخاطب كل قوم بلغتهم، ويحدِّثهم بما يعرفون، ويعاملهم بغاية اللُّطف والرحمة والإشفاق، إلا أن يكونوا محاربين حملوا السلاح في وجه الحق، وأجلبوا لإطفاء نوره وحجب ضيائه.
كل طعام تيسَّر من الحلال فهو طعامه، وكل فراش أُتيح فهو وطاؤه، وكل فرد أقبل فهو جليسه.
ما تكلَّف مفقودًا، ولا ردَّ موجودًا، ولا عاب طعامًا، ولا تجنَّب شيئًا قط لطيبه، لا طعامًا ولا شرابًا ولا فراشًا ولا كساءً، بل كان يحب الطِّيب، ولكن لا يتكلَّفه.
 سيرةٌ لا خفاء فيها: 
سيرته صفحة مكشوفة يعرفها محبوه وشانئوه، ولقد نقل لنا الرواة دقيقَ وصفِ بدنه، وقَسَمات وجهه، وصفة شعره، وكم شَيبةٍ في رأسه ولحيته، وطريقة حديثه، وحرَكة يده.
 كما نقلوا تفصيل شأنه في مأكله، ومشربه، ومركبه، وسفره، وإقامته، وعبادته، ورضاه، وغضبه.
 حتى دخلوا في ذكر حاله مع أزواجه أمهات المؤمنين في المعاشرة، والغُسْل، والقَسْم، والنفقة، والمداعبة، والمغاضبة، والجد، والمزاح، وفصلوا في خصوصيات الحياة وضروراتها.
ولعمر الله، إن القارئ لسيرته اليوم ليعرف من تفصيل أمره ما لا يعرفه الناس عن متبوعيهم من الأحياء، وما لا يعرفه الصديق عن صديقه، ولا الزوج عن زوجه، ولا كان أهل الكتاب يعرفون شيئًا يقاربه أو يدانيه عن أنبيائهم وهم أحياء؛ وذلك لتكون سيرته موضع القدوة والأسوة في كل الأحوال، ولكل الناس.
فالرئيس والعالم والتاجر والزوج والأب والمعلم والغني والفقير، كلهم يجدون في سيرته الهداية التامة على تنوع أحوالهم وتفاوت طرائقهم.
والفرد الواحد لا يخرج عن محل القدوة به صلى الله عليه وسلم مهما تقلبت به الحال، ومهما ركب من الأطوار، فهو القدوة والأسوة في ذلك كله.

رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم 
http://alsallabi.com/books/view/506

كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي
http://alsallabi.com/books/7


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022