الأحد

1446-12-12

|

2025-6-8

التأسي المفقود

الحلقة السادسة من كتاب

مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

ربيع الأول 1443 هــ / أكتوبر 2021

كثير من المسلمين- وربما من خاصتهم- يستهويهم التأسي بالأحوال العملية الظاهرة في السلوك والعبادة وغيرها، فيقتدون به صلى الله عليه وسلم في صلاته: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي». وحَجِّه: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» وسنن اللباس والدخول والخروج … إلى غير ذلك.

وهذا جزء من الاتِّباع المشروع، بَيدَ أنه ليس كله، ولا أهم ما فيه، فإن اتِّباع الهدي النبوي في المعاملة مع الله تعالى والتجرد والإخلاص ومراقبة النفس وتحقيق المعاني المشروعة والأحوال القلبية من الحب والخوف والرجاء، أولى بالعناية وأحق بالرعاية، وإن كان ميدان التنافس في هذا ضعيفًا؛ لأن الناس يتنافسون- عادة- فيما يكون مَكسَبةً للحمد والثناء من الأمور الظاهرة التي يراها الناس، ولا يجدون الشيء ذاته في الأمور الخفية التي لا يطلع عليها إلا الله، وربما تحرى امرؤ صفة نبوية في عبادة أو عمل واعتنى بها وتكلف تمثلها فوق المشروع، دون أن يكلَّف نفسه عناء التأمل في سرِّ هذه الصفة وحكمتها وأثرها في النفس.

وهذه المسائل- حتى التعبدية منها- ما شُرعت إلا لمنافع الناس ومصالحهم العاجلة والآجلة، وليست قيمتها في ذاتها فحسب، بل في الأثر الذي ينتج عنها فيراه صاحبه ويراه الآخرون.

وِرد من السيرة:

وإنه لخَليق بكل مسلم أن يجعل له وردًا من سيرة المصطفى عليه السلام، فإن كان ناشئًا فمثل: «بطل الأبطال» لعزام، وإن كان شابًّا محصِّلًا فمثل: «الشمائل المحمدية» لابن كثير أو الترمذي، و«الفصول» لابن كثير، أو «فقه السيرة» للغزالي، أو «السيرة النبوية» لأبي الحسن الندوي، وإن كان طالب علم متخرِّجًا فمثل: «السيرة النبوية» لابن كثير، وإن كان متضلعًا بالمطوَّلات فمثل: «سبل الهدى والرشاد» و«نضرة النعيم».

رزقنا اللهُ حب نبيه وحسن اتباعه ظاهرًا وباطنًا، وحشرنا في زمرته مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

http://alsallabi.com/books/view/506

كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي

http://alsallabi.com/books/7


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022