الأحد

1446-12-12

|

2025-6-8

بين التصديق بالغيب والتكذيب بالخرافة (3)
الحلقة التاسعة والعشرون من كتاب
مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
ربيع الأول 1443 هــ / أكتوبر 2021


الدين حرب على الخرافة: 
هذا أمر عجيب! الدين الذي جاء حربًا على الخرافة كيف آل أمر أهله إلى أن يتقبلوها وينسجموا معها، بل أن يدخلوها في صميم دينهم؟ 
إن الناظر إلى العبادات ليعجب كيف تغلغلت الخرافة في عبادات الناس وصلاتهم وتقواهم، وعندما تأتي إلى قضايا الاعتقاد، تجد أن كثيرًا من عقائد المسلمين تسرب إليها من الخرافة ما تسرب، وأصبح جزءًا من صميم حياتهم واعتقادهم.
إن الدين الحق لا يتعاطف مع الخرافة بل يفضحها ويعلن الحرب عليها، ومبادئ القرآن الكريم، ومبادئ السنة النبوية، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، والسلف، والأئمة، والعلماء، مليئة بمثل هذا المعنى، بل كان بعض الأئمة يقول: إنه لتمر بقلبي النكتة من نكت القوم، فلا أقبلها إلا بشاهدي عدل من الكتاب والسنة.
حتى الخطرات والمشاعر النفسية كانوا يتوقون فيها ما يتعلق بالدين، فلا يقبلونها إلا إذا وجد ما يشهد لها من دلالة القرآن والسنة.

 دور المصلحين: 
نحن ندرك أن كثيرًا من المسلمين اليوم سذج بسطاء، لكن المسؤولية هنا تقع على عاتق العلماء والدعاة ووسائل الإعلام، وأن يكون ثمة سعي دؤوب إلى صناعة العقل الإسلامي الرشيد، العقل الذي لا يتقبل الخرافة ولا يستجيب لها، وإنما العقل الذي شعاره ودليله:﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: 111]. العقل الذي حجته وقانونه أنه لا يقبل شيئًا إلا بشاهدي عدل من الكتاب أو السنة لا من الخرافات والأساطير التي تكون في مجتمعات المسلمين ومجالسهم، بل أحيانًا خطبهم ومواعظهم، بل قد يجد الكثير منهم في نفسه حرجًا أن يُكذِّب بمثل هذه الأشياء، لأنه لا يدري أحق هي أم باطل، فيقع عنده التردد.
واجب علينا أن نتعلم ما لا يسع المسلم جهله من الدين، حتى نكون على بصيرة، وحتى لا يختلط الأمر عندنا بين حقائق الوحي المنزل من السماء، وبين الأساطير والخرافات والأقاويل التي ما أنزل الله بها من سلطان.
إن الإسلام اليوم محجوب بمساوئ أهله، فهل نكون نحن من يصحح هذه المساوئ؟ أرجو وآمل.


رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم 
http://alsallabi.com/books/view/506

كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي
http://alsallabi.com/books/7


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022