بين التصديق بالغيب والتكذيب بالخرافة (2)
الحلقة الثامنة والعشرون من كتاب
مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
ربيع الأول 1443 هــ / أكتوبر 2021
العقل الإسلامي:
العقل الإسلامي يفترض أنه مثال للنقاء والتجرد، والدقة والمعيارية في عدم القبول للأخبار والأمور إلا بالبرهان والدليل، وربنا سبحانه وتعالى علمنا في محكم التنزيل فقال: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: 111]. ويقول سبحانه: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [المؤمنون: 117]، فيشير إلى أن هؤلاء الذين عبدوا غير الله ليس عندهم برهان، ويقينًا لا يمكن أن يكون للشرك برهان، لكن هذا إشارة لقضية البرهان والعلم والحجة، أما البرهان فيكون بحسب الحال؛ فقد يكون برهانًا شرعيًّا حينما تكون الدعوة شرعية، وقد يكون البرهان غير ذلك.
هذه الأمة يفترض أنها قائدة العالم، لكن انظر إلى حجم الخرافة في حياتها، في عباداتها، في أعمالها.
بين الأمس واليوم:
ما أحوج هذه الأمة اليوم إلى منادٍ يصيح بها وينادي بأعلى صوته: إن هذه الأمة ليست كما أمر الله عز وجل، وليست كما يحب الله تعالى، ولا كما ربِّى نبيه صلى الله عليه وسلم أصحابه الأولين، فحينما يأتي لأبي بكر رضي الله عنه الخبر عن حادثة الإسراء نقلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم على مقربة منه بمكة المكرمة، يقول: إن كان قاله فقد صدق. فيعلِّق تصديق الأمر بأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قاله، ويتأنَّى ويتثبَّت.
هذا العقل الذي هو جوهرة نفيسة عزيزة، وبه صار الإنسان إنسانًا يجب أَلَّا نسمح له أن يكون وعاءً يستوعب الخرافات والأساطير، ولكن كلما تجولت في بلد من البلاد الإسلامية لاحظت أن الخرافة تعشش في البيئات المتدينة، فعندما تأتي إلى المساجد تجد المزارات والمقابر، وتجد الرقصات والأغاني، والذين يحيطون بهذه المقابر، ويقرؤون الكف، ويدّعون علم الغيب، ويتحدثون عن المستقبل، ويزعمون معالجة جميع الأمراض والآفات، وهناك تقبل وانسجام وارتياح لمثل هذه الأشياء.
رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
http://alsallabi.com/books/view/506
كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي
http://alsallabi.com/books/7