الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

مكان الجنة
الحلقة: السابعة والثلاثون
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
محرم 1442 ه/ أغسطس 2020
 
مكان الجنة فوق السماء السابعة، وتحت عرش الرحمـن، أما كونها فوق السماء السابعة فدلَّ عليه القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى *عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى *﴾ [النجم: 14 ـ 15] وسدرةُ المنتهى فوق السماء السابعة، كما في حديث الإسراءِ المشهور، وفيه: « ثُمّ عرجَ إلى السماءِ السابعةِ، فاستفتحَ جبريلُ، فقيل: مَنْ هـذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومَنْ معك ؟ قال: محمَّدٌ (ﷺ)، قيل: وقد بُعِثَ إليه ؟ قال: قد بُعِثَ إليه، فَفُتِحَ لنا، فإذا أنا بإبراهيمَ عليه السلام مسنِداً ظهرَه إلى البيتِ المعمورِ، وإذا هو يَدْخُلُه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ مَلَكٍ لا يعودون إليه، ثم ذُهِبَ بي إلى سدرةِ المُنْتَهى، وإذا ورقُها كاذانِ الفيلةِ، وإذا ثمرُها كالقِلال، قال: فلمّا غشيها من أمرِ اللهِ ما غشّى تغيّرت، فما أحدٌ مِنْ خلقِ الله يستطيعُ أن ينعتَها مِنْ حسنِها، فأوحى الله إليَّ ما أوحى ففرضَ عليّ خمسين صلاةً ... » فهـذا الحديث يدلُّ على أنّ سِدْرة المنتهى بعدَ السماء السابعة، وبما أنَّ الجنة عندها إذن فهي فوق السماء السابعة .
وأما كون الجنة تحت عرش الرحمـن فدلَّ على ذلك من السنة، حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي (ﷺ) قال: « مَنْ امنَ باللهِ ورسولِه، وأقامَ الصلاةَ، وصامَ رمضانَ، كان حقًّا على اللهِ أن يُدْخِلَهُ الجنّةَ جاهدَ في سبيلِ اللهِ أو جلسَ في أرضِهِ التي وُلِدَ فيها » . قالوا: يا رسول الله أفلا نبشّرُ الناسَ بذلك . فقال: « إنّ في الجنةِ مئةَ درجةٍ أعدّها الله للمجاهدين في سبيله، كلُّ درجتين ما بينهما كما في السماء والأرض، فإذا سألتُمُ الله فسلوه الفردوسَ، فإنّه أوسطُ الجنةِ وأعلى الجنة وفوقَه عشرُ الرحمـن، ومنه تفجّرُ أنهارُ الجنّةِ »، فأعلى درجات الجنة هي الفردوس . كما في الحديث . وفوق عرشه الرحمـن، إذن فالجنة تحت عرشه سبحانه.
 
يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب:
الإيمان باليوم الآخر
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022