السبت

1446-05-21

|

2024-11-23

من فصول التَّربية القرآنيَّة والنَّبويَّة لعمر بن الخطَّاب رضي الله عنه (تصوُّره عن الله، والكون، والحياة، والجنَّة، والنَّار، والقضاء، والقدر)

بقلم: د. علي محمد الصلابي

الحلقة الرابعة

كان المنهج التربويُّ الَّذي تربَّى عليه عمر بن الخطاب وكلُّ الصَّحابة الكرام هو القران الكريم، المنزَّل من عند ربِّ العالمين، فهو المصدر الوحيد للتلقِّي، فقد حرص الحبيب المصطفى على توحيد مصدر التلقِّي، وتفرُّده، وأن يكون القران الكريم وحده هو المنهج، والفكرة المركزيَّة الَّتي يتربَّى عليها الفرد المسلم، والأسرة المسلمة، والجماعة المسلمة، فكانت للآيات الكريمة الَّتي سمعها عمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرةً أثرها في صياغة شخصية الفاروق الإِسلاميَّة، فقد طهَّرت قلبه، وزكَّت نفسه، وتفاعلت معها روحه، فتحوَّل إِلى إِنسانٍ جديدٍ بقيمه، ومشاعره، وأهدافه، وسلوكه، وتطلُّعاته.
فقد عرف الفاروق من خلال القران الكريم مَنْ هو الإِله الَّذي يجب أن يعبده، وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يغرس في نفسه معاني تلك الآيات العظيمة، فقد حرص صلى الله عليه وسلم أن يربِّي أصحابه على التصوُّر الصَّحيح عن ربِّهم وعن حقِّه عليهم، مدركاً: أنَّ هذا التصوُّر سيورث التَّصديق، واليقين عندما تصفو النُّفوس، وتستقيم الفطرة، فأصبحت نظرة الفاروق إِلى الله، والكون، والحياة، والجنَّة، والنَّار، والقضاء والقدر، وحقيقة الإِنسان، وصراعه مع الشَّيطان مستمدةً من القران الكريم، وهدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم .
فالله سبحانه وتعالى منزَّهٌ عن النقائص، موصوفٌ بالكمالات الَّتي لا تتناهى، فهو سبحانه « واحدٌ لا شريك له، ولم يتَّخذ صاحبةً، ولا ولداً ».
وأنَّه سبحانه خالق كلِّ شيءٍ، ومالكه، ومدبِّره: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بَأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ *} [الأعراف: 54].
وأنَّه تعالى مصدر كلِّ نعمةٍ في هذا الوجود، دقَّت، أو عظمت، ظهرت، أو خفيت {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ *} [النحل: 53].
وأنَّ علمه محيطٌ بكلِّ شيءٍ فلا تخفى عليه خافية في الأرض، ولا في السَّماء ولا ما يخفي الإِنسان، وما يعلن.
وأنَّه سبحانه يقيِّد على الإنسان أعماله بواسطة ملائكته، في كتاب لا يترك صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، وسينشر ذلك في اللحظة المناسبة، والوقت المناسب {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ *} [ق: 18].
وأنَّه سبحانه يبتلي عباده بأمور تخالف ما يحبُّون، وما يهوون؛ ليعرِّف الناس معادنهم، ومن منهم يرضى بقضاء الله وقدره، ويسلِّم له ظاهراً وباطناً، فيكون جديراً بالخلافة، والإِمامة، والسِّيادة، ومن منهم يغضب، ويسخط، فلا يساوي شيئاً، ولا يسند إِليه شيء {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ *} [الملك: 2].
وأنَّه سبحانه يوفِّق، ويؤيِّد، وينصر من لجأ إِليه، ولاذ بحماه، ونزل على حكمه في كلِّ ما يأتي، وما يذر: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ *} [الأعراف: 196].
وأنَّه سبحانه وتعالى حقُّه على العباد أن يعبدوه، ويوحِّدوه، فلا يشركوا به شيئاً {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ *} [الزمر: 66].
وأنَّه سبحانه حدَّد مضمون هذه العبودية، وهذا التَّوحيد في القران الكريم.
وأمَّا نظرته للكون؛ فقد استمدَّها من قول الله تعالى: {قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ *وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ *ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ *فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ *} [فصلت: 9 ـ 12].
وأمَّا هذه الحياة مهما طالت؛ فهي إِلى زوالٍ، وأنَّ متاعها مهما عظم، فإِنَّه قليلٌ حقيرٌ؛ قال تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيات لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ *} [يونس: 24].
وأمَّا نظرته إِلى الجنَّة؛ فقد استمدَّها من خلال الآيات الكريمة الَّتي وصفتها، فأصبح حاله ممَّن قال الله تعالى فيهم: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *} [السجدة: 16، 17].
وأمَّا تصوُّره للنَّار فقد استمدَّه من القران الكريم، فأصبح هذا التصوُّر رادعاً في حياته عن أيِّ انحرافٍ عن شريعة الله، فيرى المتتبِّع لسيرة الفاروق عمق استيعابه لفقه القدوم على الله عزَّ وجلَّ، وشدَّة خوفه من عذاب الله، وعقابه، فقد خرج ـ رضي الله عنه ـ ذات ليلةٍ في خلافته يعسُّ بالمدينة، فمرَّ بدار رجلٍ من المسلمين، فوافقه قائماً يصلِّي، فوقف يسمع قراءته، فقرأ: {وَالطُّورِ *وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ *فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ *وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ *وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ *وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ *} [الطور: 1 ـ 6] إِلى أن بلغ {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ *} [الطور: 7].
قال: قسمٌ وربِّ الكعبة حقٌّ ! فنزل عن حماره فاستند إِلى حائط فمكث مليّاً، ثمَّ رجع إِلى منزله، فمرض شهراً يعوده النَّاس لا يدرون ما مرضه.
وأمَّا مفهوم القضاء والقدر؛ فقد استمدَّه من كتاب الله وتعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم له، فقد رسخ مفهوم القضاء والقدر في قلبه، واستوعب مراتبه من كتاب الله تعالى، فكان على يقينٍ بأنَّ علم الله محيطٌ بكلِّ شيءٍ {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ *} [يونس: 61] وأنَّ الله قد كتب كلَّ شيءٍ كائنٍ {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ *} [يس: 12]. وأنَّ مشيئة الله نافذةٌ، وقدرته تامَّةٌ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا *} [فاطر: 44] وأنَّ الله خالقٌ لكلِّ شيءٍ {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ *} [الأنعام: 102].
وقد ترتَّب على الفهم الصَّحيح، والاعتقاد الرَّاسخ في قلبه لحقيقة القضاء والقدر ثمارٌ نافعةٌ، ومفيدةٌ، ظهرت في حياته، وسنراها بإِذن الله تعالى في هذا الكتاب، وعرف من خلال القران الكريم حقيقة نفسه، وبني الإِنسان، وأنَّ حقيقة الإِنسان ترجع إِلى أصلين: الأصل البعيد، وهو الخلقة الأولى من طين، حين سوَّاه، ونفخ فيه الرُّوح، والأصل القريب، وهو خلقه من نطفةٍ، فقال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ *ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ *} [السجدة: 7 ـ 9].
وعرف: أنَّ هذا الإِنسان خلقه بيده، وأكرمه بالصُّورة الحسنة، والقامة المعتدلة، ومنحه العقل، والنُّطق، والتَّمييز، وسخر الله له ما في السَّماء، والأرض، وفضَّله الله على كثيرٍ من خلقه، وكرَّمه بإِرساله الرُّسل له، وأنَّ من أروع مظاهر تكريم المولى عزَّ وجلَّ سبحانه للإِنسان أن جعله أهلاً لحبِّه، ورضاه، ويكون ذلك باتِّباع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذي دعا النَّاس إِلى الإِسلام؛ لكي يحيوا حياةً طيِّبةً في الدُّنيا، ويظفروا بالنَّعيم المقيم في الاخرة، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *} [النحل: 97].
وعرف عمر ـ رضي الله عنه ـ حقيقة الصِّراع بين الإِنسان والشَّيطان، وأنَّ هذا العدو يأتي للإِنسان من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله، يوسوس له بالمعصية، ويستثير فيه كوامن الشَّهوات، فكان مستعيناً بالله على عدوِّه إِبليس، وانتصر عليه في حياته، كما سترى في سيرته، وتعلم من قصَّة ادم مع الشيطان في القران الكريم: أنَّ ادم هو أصل البشر، وجوهر الإِسلام الطَّاعة المطلقة لله، وأنَّ الإِنسان له قابليَّة للوقوع في الخطيئة. وتعلم من خطيئة ادم ضرورة توكُّل المسلم على ربِّه، وأهمِّيَّة التَّوبة، والاستغفار في حياة المؤمن، وضرورة الاحتراز من الحسد، والكبر، وأهمِّيَّة التَّخاطب بأحسن الكلام مع الصحابة لقول الله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِيناً *} [الإِسراء: 53]. وسار على منهج رسول الله في تزكية أصحابه لأرواحهم، وتطهير قلوبهم بأنواع العبادات، وتربيتهم على التخلُّق بأخلاق القران الكريم.
لقد أكرم المولى ـ عزَّ وجلَّ ـ عمر بن الخطَّاب بالإِسلام؛ الَّذي قدَّم له عقيدةً صحيحةً، صافيةً، خلفت عقيدته الأولى، وقضت في نفسه عليها، فانهارت أركان الوثنيَّة، فلا زلفى لوثنٍ، ولا بناتَ لله، ولا صهر بين الجنِّ واللهِ، ولا كهانة تحدِّد للمجتمع مساره، وتقذف به في تيه التَّشاؤم والطِّيرة، ولا عدم بعد الموت. انتهى ذلك كلُّه، وخلفته عقيدة الإِيمان بالله وحده مصفَّاةً من الشِّرك، والولد، والكهانة، والعدم بعد الحياة الدُّنيا ليحلَّ الإِيمان باخرةٍ ينتهي إِليها عمل الإِنسان في تقويم مجزيٍّ عليه. انتهى عبث الجاهليَّة في حياةٍ بلا بعثٍ، ولا مسؤوليَّةٍ أمام الدَّيان، وخلفتها عقيدة الإِيمان باليوم الاخر ومسؤوليَّة الجزاء، وانصهر عمر بكلِّيته في هذا الدِّين، وأصبح الله ورسوله أحبَّ إِليه ممَّا سواهما، وعبد الله وحده في إِحسانٍ كأنَّما يراه، وتربَّى عمر على القران الكريم مع توفيقٍ من الله تعالى له في العيش مع القران الكريم؛ الَّذي أثَّر في عقله، وقلبه، ونفسه، وروحه، وانعكست ثمار تلك المعايشة على جوارحه، وكان سبب ذلك ـ بعد توفيق الله له ـ تتلمذه على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
للاطلاع على النسخة الأصلية للكتاب راجع الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي، وهذا الرابط:
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book172(1).pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022