أبو عبد الله الأرقم بن أبي الأرقم عبد مناف بن أسد المخزومي (رضي الله عنه) صحابي من السابقين الأولين في الدخول إلى الإسلام، قيل إنه سابع من أسلم، وقيل بل عاشر من أسلم. اتخذ رسول الله ﷺ من دار الأرقم مقراً للدعوة بداية الإسلام. وقد هاجر الأرقم إلى يثرب، وشارك مع النبي ﷺ في غزواته كلها. توفي الأرقم بالمدينة المنورة في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقد جاوز عمره الثمانين. ويكنى أبو عبد الله، أحد السابقين إلى الإسلام، وفي الدار التي كان يمتلكها الأرقم على جبل الصفا، كان النبي ﷺ يجتمع بأصحابه بعيدًا عن أعين المشركين؛ ليعلمهم القرآن وشرائع الإسلام، وفي هذه الدار أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين، وهاجر الأرقم (رضي الله عنه) إلى المدينة، وفيها آخى رسول الله ﷺ بينه وبين زيد بن سهل (رضي الله عنهما). وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرًا وأحدًا والغزوات كلها، ولم يتخلف عن الجهاد، وأعطاه رسول الله ﷺ دارًا بالمدينة. وروى أن الأرقم (رضي الله عنه) تجهز يومًا، وأراد الخروج إلى بيت المقدس، فلما فرغ من التجهيز والإعداد، جاء إلى النبي ﷺ يودعه، فقال له النبي ﷺ: (ما يخرجك يا أبا عبد الله، لحاجة أم تجارة؟)، فقال له الأرقم (رضي الله عنه): يا رسول الله بأبي أنت وأمي، إني أريد الصلاة في بيت المقدس. فقال له الرسول ﷺ: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام) فجلس الأرقم، وعاد إلى داره مطيعًا للنبي ﷺ ومنفذًا لأوامره. [الحاكم]. وظل الأرقم (رضي الله عنه) يجاهد في سبيل الله، لا يبخل بماله ولا نفسه ولا وقته في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين حتى جاءه مرض الموت، ولما أحس (رضي الله عنه) بقرب أجله في عهد معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) أوصى بأن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) ثم مات الأرقم، وكان سعد غائبًا عن المدينة آنذاك، فأراد مروان بن الحكم أمير المدينة أن يصلي عليه فرفض عبيد الله بن الأرقم، فقال مروان: أيحبس صاحب رسول الله ﷺ لرجل غائب؟ ورفض ابنه عبيد الله بن الأرقم أن يصلي عليه أحد غير سعد بن أبي وقاص، وتبعه بنو مخزوم على ذلك، حتى جاء سعد (رضي الله عنه)، وصلى عليه، ودفن بالبقيع سنة (55هـ)، عن بضع وثمانين سنة من العمر.