الإثنين

1446-12-06

|

2025-6-2

من مسلسل جرائم اليهود

مختارات من كتاب الأنبياء الملوك (عليهم السلام)

بقلم د. علي محمد الصلابي

الحلقة (116)

 

قال تعالى: ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153) وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (154) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلً (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)﴾ [النساء: 153 - 159].

تتحدث أول آيتين من هذه الآيات الثمانية عن بعض جرائم اليهو.د مع رسول الله ﷺ، وبعض مخالفاتهم لنبيهم موسى (عليه السلام).

- يذكر الله لرسوله محمد ﷺ سوء تعامل اليهو.د مع الأنبياء، فقد سألوه أن ينزل عليهم كتابًا من السماء ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ﴾ ويواسيه على ما يواجه من قبائح اليهو.د، مُخبرًا إياه بأن أسلافهم من بني إ.سرائيل قد سألوا موسى (عليه السلام) من قبل سؤالاً أكبر وأفظع، فقد طلبوا منه أن يروا الله جهرة عيانًا، وأن يقف أمامهم مجسّمًا، ويقول أنا الله: ﴿فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً﴾ وعاقبهم الله على ذلك السؤال، فأخذتهم الصاعقة بسبب ذلك الظلم الفاجر: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ﴾.

- ومن جرائمهم مع موسى (عليه السلام) أيضًا أنهم اتخذوا العجل إلهًا لما غاب عنهم وذهب إلى جبل الطور لمناجاة الله ﴿ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُبِيناً﴾، وقد أخذ الله عليهم الميثاق لما رفع فوقهم جبل الطور في حياة موسى (عليه السلام): ﴿الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ﴾، وأخذ عليهم الميثاق الغليظ بعد وفاة موسى (عليه السلام)، عندما أمرهم أن يدخلوا باب الأرض المقدسة ساجدين شاكرين لله ﴿وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا﴾. وأخذ عليهم الميثاق الغليظ بعد ذلك عندما نهاهم عن الاعتداء على حرمة يوم السبت ونهاهم عن صيد السمك فيه: ﴿وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُوا فِي السَّبْتِ﴾. ولم يلتزموا بالميثاق الغليظ الذي أخذه عليهم عند جبل الطور، ولم يدخلوا باب الأرض المقدسة ساجدين، وإنما دخلوا محرفين يزحفون على أسْتاهم، ولم يلتزموا بحرمة يوم السبت فمسخهم الله قردة خاسئين.

- وسجلت الآيات التالية (155- 159) جرائم اليهو.د التي استحقوا بها لعنة الله وسخطه، ومن أفظع هذه الجرائم تصميمهم على قتل وصلب عيسى (عليه السلام)، ولولا أن الله رفعه إليه لقتلوه وصلبوه، وبدأت الآيات بذكر نقضِهم الميثاقَ الغليظ: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾ [المائدة: 13].

 

مراجع الحلقة:

- الأنبياء الملوك (عليهم السلام)، علي محمد محمد الصلابي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير، 2023، ص 540-543.

- الخالدي، القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث (4/ 462).

 

لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:

كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي:


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022