الإسراء والمعراج... آية كبرى (1)

الحلقة الثالثة والعشرون من كتاب
مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

ربيع الأول 1443 هــ / أكتوبر 2021



يقول تعالى:
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاني في مكة ما يعاني من الظلم والتكذيب والعناد، ويواجه ألوانًا من الألم والحزن الشديد، وكان ربه يحوطه ويرعاه، ومن ذلك أن الله تعالى هيأ له حادثة الإسراء ثم المعراج، أما الإسراء فقد ثبت في القرآن الكريم بالنص الصريح: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى﴾. والإسراء المشي ليلًا، فإن الله تعالى أَسرى به من مكة إلى بيت المقدس؛ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وقد جاء في بعض الآثار أن هذا لم يستغرق إلا وقتًا يسيرًا جدًّا من عمر الزمان، وفي نظر الناس، ولكنه كان آية من آيات الله العظمى والكبرى، وأُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى قبل الهجرة بسنة، كما يقول عروة وابن سعد وابن حزم، بل يدعي ابن حزم إجماع العلماء على ذلك.
وكان الإسراء في رَبيع الأول، وهذا ما يرجحه كثيرون، وكثير من الناس اليوم يعتقدون أن الإسراء إنما وقع في شهر رجب، لكن الأقرب أنه كان في شهر ربيع الأول.
كان النبي صلى الله عليه وسلم نائمًا، فأتاه جبريل ومعه البُراق، وهو دابة يضع حافره عند منتهى طرفه، فأُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهناك جمع له الأنبياء، وصلَّى بهم عليهم الصلاة والسلام، وربطت هذه الدابة في المكان الذي كان يربط فيه الأنبياء، ولا يزال إلى اليوم في بيت المقدس ويُسمَّى بحائط البُراق، وهو ما يسميه اليهود بحائط المبكى، ثم عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، حيث فُتحت له أبواب السماء الأولى فالثانية فالثالثة، حتى وصل إلى مستوى يسمع فيه صَرِيف الأقلام، وأوحى الله تعالى إليه ما أوحى، ورأى هناك من آيات ربه الكبرى.

رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
http://alsallabi.com/books/view/506

كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي
http://alsallabi.com/books/7