الخميس

1446-04-14

|

2024-10-17

الحلقة الثامنة والثمانون (88)

زواج النَّبي صلى الله عليه وسلم بأمِّ المساكين، وأمِّ سلمة، وأحداثٌ متفرِّقةٌ

أولاً: زينب بنت خُزَيمة أمُّ المساكين رضي الله عنها:

هي زينب بنت خُزَيْمة بن الحارث الهلاليَّة، فهي من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، وكانت تسمَّى في الجاهليَّة أمَّ المساكين؛ لإطعامها إياهم. تزوَّجها رسول الله (ص) في رمضان على رأس واحدٍ وثلاثين شهراً من الهجرة، فمكثت عنده ثمانية أشهر، وتُوُفِّيَتْ في حياته (ص) في آخر ربيعٍ الأوَّل على رأس تسعة وثلاثين شهراً، ودفنت في مدينة رسول الله (ص) .

كانت زينب بنت خزيمة تحت عبد الله بن جحش بن رئاب، الَّذي قُتل في معركة أُحدٍ شهيداً في سبيل الله تعالى، فتزوَّجها (ص) إكراماً لها بعد أن فُجِعَتْ بقتل زوجها في معركة أُحدٍ، ولم يتركها أرملةً وحيدةً، فكأنَّه (ص) كافأها على فضائلها بعد مصاب زوجها.

ثانياً: زواج النَّبيِّ (ص) بأمِّ سلمةَ رضي الله عنها:

هي هند بنت أبي أميَّة حُذافة بن المغيرة القرشيَّة المخزومية، كانت زوجة ابن عمِّها أبي عبد الله بن عبد الأسد، وزوجها هذا هو ابن عمَّة الرَّسول (ص) برَّة بنت عبد المطلب، وهو أيضاً أخو رسول الله (ص) من الرَّضاعة، وقد هاجرت أمُّ سلمة رضي الله عنها وزوجُها أبو سلمةَ إلى الحبشة فراراً بدينهما من المشركين، ثمَّ رجعا إلى مكَّة وهاجرا إلى المدينة بعد أن هاجر إليها رسول الله (ص) والمسلمون.

1 - حديث أمِّ سلمةَ لأبي سلمةَ رضي الله عنهما:

قالت أُمُّ سلمة لأبي سلمة: بلغني: أنه ليس امرأةٌ يموت زوجها؛ وهو من أهل الجنَّة، ثمَّ لم تتزوَّج بعده، إلا جمع الله بينهما في الجنَّة؛ فتعال أعاهدك ألا تزوَّج بعدي، ولا أتزوَّج بعدك! قال: أتطيعينني؟ قالت: نعم. قال: إذا متُّ تزوَّجي، اللّهم! ارزق أمَّ سلمة بعدي رجلاً خيراً منِّي، لا يحزنها، ولا يُؤذيها. فلـمَّا مات؛ قلتُ: مَنْ خيرٌ من أبي سلمة؟ فما لبث وجاء رسولُ الله (ص) ، فقام على الباب فذكر الخطبة إلى ابن أخيها، أو ابنها، فقالت: أردُّ على رسول الله (ص) ، أو أتقدَّم عليه بعيالي، ثمَّ جاء الغد، فخطب.

2 - دعاءُ أمِّ سلمة لـمَّا توفِّي زوجُها:

لـمَّا تُوفي زوجُها أبو سلمة من أثر جراحاتٍ أصابته في قتاله للمشركين، وكانت تحبُّه، وتجلُّه، جاءت للنَّبيِّ (ص) ، فقالت: يا رسول الله! إنَّ أبا سلمةَ قد مات! قال (ص) «قولي: اللَّهم! اغفر لي، وله، وأعقبني منه عُقْبَى حَسَنَةً». قالت: فقلت، فأعْقَبَني اللهُ مَنْ هو خَيْرٌ لي منه محمَّداً (ص) . [أحمد (6/291 و306)، ومسلم (919)، وأبو داود (3115)، والنسائي (4/4)، وابن ماجه (1447)].

3 - حوار رسول الله (ص) لأمِّ سلمة عندما خطبها:

قال عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما: إنَّ أمَّ سلمة لما انقضت عدَّتها، خطبها أبو بكر، فردَّته، ثمَّ خطبها عمر، فردَّتـه، فبعث إليها رسول الله (ص) ، فقالت مرحباً: أخبِرْ رسولَ الله: أنِّي غَيْرَى، وأنِّي مُصْبِيةٌ وليس أحدٌ من أوليائي شاهداً.

فبعث إليها: «أمَّا قولك: إنِّي مصبيةٌ فإنَّ الله سيكفيك صبيانك. وأمَّا قولُك: إنِّي غيرى، فسأدعو الله أن يُذْهِبَ غيرتك. وأمَّا الأولياء، فليس أحدٌ منهم إلا سيرضى بي» [أحمد (6/313 - 314)، والنسائي (6/81 - 82)] وفي روايةٍ: إنِّي امرأة قد أدبر من سنِّي. فكانت إجابة رسول الله (ص) لها: «وأمَّا السِّنُّ؛ فأنا أكبر منك» [طبقات ابن سعد (8/90)] وهكذا أحسن إليها (ص) الجواب، وما كان إلا محسناً.

قالت أمُّ سلمة: يا عمر «أي ابنها»! قم فزوِّجْ رسولَ الله (ص) . [انظر الحديث قبل السابق]. قال ابن كثير في تعليقه على قول أمِّ سلمة: قم يا عمر فزوِّج النَّبيِّ (ص) : تعني: قد رضيت، وأذنت، فتوهَّم بعضُ العلماء: أنَّها تقول لابنها عمر بن أبي سلمة وقد كان ذاك صغيراً لا يلي مثلُه العقد، وقد جمعتُ في ذلك جزءاً مفرداً بيَّنت فيه الصَّواب في ذلك، ولله الحمد والمنَّة، وإنَّ الذي ولي عقدها عليه ابنُها سلمة بن أبي سلمة، وهو أكبر ولدها.

4 - تأثيث رسول الله (ص) لبيت أمِّ سَلمةَ، ومعاملته لها:

فلـمَّا وافقت على الزَّواج؛ قال لها رسولُ الله (ص) : «أما إنِّي لا أُنقصكِ ممَّا أَعْطَيْت فلانة؛ رحيين، وجرَّتين، ووسادةً من أدَمٍ حشوها ليفٌ» [انظر الحديث قبل السابق].

وكانت أمُّ سلمـة قد ولـدت طفلـةً من زوجها أبي سلمة بعد موته، فعندما تزوَّجها (ص) ؛ جعل يَأْتيها، فـإذا جاء؛ أخذت زينبَ، فوضعتها في حجرهـا لترضعها، وكان (ص) حييّاً كريماً يستحيي؛ فيرجع، ففعل ذلك مراراً، ففطن عمَّار بن ياسر رضي الله عنه وهو أخٌ لأم سلمة من أمِّها «سميَّة» الشَّهيدة التي قتلها أبو جهل، فأطلق قدميه نحو بيت أخته أمِّ سلمة، فأخذ ابنةَ أختِه ليسترضعها في بيتـه، أو عنـد أحد النِّسـاء، فجـاء رسول الله (ص) فقال: «أين زناب؟»، فقالت قريبة ابن أبي أميَّة - ووافقها عندها -: أخذها عمَّار بن ياسر. فقال (ص): «إني آتيكم اللَّيلة».

قالت أمُّ سلمة: فقمتُ، فوضعتُ ثِفَالي، وأخرجتُ حبَّاتٍ من شعيرٍ كانت في جَرَّتي، وأخرجتُ شحماً، فعصدته، ثمَّ بات، ثمَّ أصبح، وقال حين أصبح: «إنَّ بك على أهلككرامةً، فإن شئت؛ سبَّعت لك، وإن أسبعْ لكِ أسبعْ لنسائي [مسلم (1460/41 و43)، وأبو داود (2122)]، وإن شئت ثَلَّثْتُ، ثمَّ دُرْتُ!» قالت: ثَلِّثْ؛ فأقام النَّبيُّ (ص) ثلاثة أيام عند أمِّ سلمة، ثمَّ قال (ص) : «للبكر سبعٌ، وللثَّيب ثلاثٌ» [مسلم (1460/42)]، وهذه المدَّة هي مدة إقامة المتزوِّج عند زوجته إذا كان عنده غيرها.

أقام (ص) عند أمِّ سلمة رضي الله عنها ثلاثة أيام سعيدةً، ثمَّ رتَّب لها يوماً كبقيَّة زوجاته.

5 - تغيير اسم بَرَّة بنت أبي سلمة:

تقول تلك الطِّفلةُ اليتيمة رضي الله عنها: إن النبي (ص) دخل على أم سلمة حين تزوجها واسمي بَرَّة، فسمعها تدعوني بَرَّة، فقال: «لا تزكُّوا أنفسكم؛ فإنَّ الله هو أعلم بالبَرَّة منكنَّ، والفاجرة، سمِّيها زينب»، فقالت أمُّ سلمة: فهي زينب. [مسلم (2142/19)، والبخاري في الأدب المفرد (821)].

وهذا من هدي النَّبيِّ (ص) ، فقد كان يحبُّ الأسماء الجميلة، ولم يكن (ص) يغيِّر أسماء الأطفال فقط، بل كان للرِّجال، والنِّساء، والعجائز نصيبٌ من ذلك الذَّوق النَّبويِّ الرَّفيع، فقد ذُكِرَ عند رسول الله (ص) رجلٌ يقال له: شِهَاب، فقال رسول الله (ص) : «بل أنت هشام» [البخاري في الأدب المفرد (825)، وأحمد (6/75)، ومجمع الزوائد (8/51)].

و(كان (ص) إذا أتاه الرَّجل، وله اسم لا يحبُّه؛ حوَّله) [الطبراني في المعجم الكبير (17/119)، ومجمع الزوائد (8/51)]، إلى اسـم أجمل، وألطف، وكان (ص) يفعل ذلك مع العجائز؛ فهذه عائشة رضي الله عنها تحدِّثنا؛ حيث تقول: جاءت عجوزٌ إلى النَّبيِّ (ص) وهو عندي، فقال لها رسول الله (ص) : «من أنت؟» قالت: جَثَّامة الْمُزَنِيَّة.

فقال: «بل أنت حَسَّانة المزنيَّة! كيف أنتم؟ كيف حالُكم؟ كيف كنتم بعدنا؟» قالت: بخير، بأبي أنت وأمِّي يا رسول الله!

فقُرِّب إليه لحمٌ، فجعل يناولها، فقلتُ: يا رسولَ الله! لا تغمر يدك. فلـمَّا خَرَجَتْ قلتْ: يا رسول الله! تُقْبِلُ على هذه العجوز هذا الإقبال؟! فقال: «إنَّها كانت تأتينا زَمَن خديجة، وإنَّ حُسْنَ العهد من الإيمان» [البيهقي في شعب الإيمان (9122)، والحاكم (1/16)، والألباني في الصحيحة (216)].

6 - الحكمة في زواج أمِّ سلمة:

والحكمة في هذا الزَّواج - كما يقول صاحب تفسير المنار -: ليس لأجل التَّمتُّع المباح له؛ وإنَّما كان لفضلها؛ الذي يعرفه المتأمِّل بجودة رأيها يوم الحديبية، ولتعزيتها - أي: بوفاة زوجها - ولا ننسى كذلك: أنَّ أم سلمة من بني مخزوم أعزِّ بطون قريشٍ، وهي الَّتي كانت تحمل لواء الحرب والمواجهة ضدَّ رسول الله (ص) ، ووراء هذا الزَّواج تفتيت حقد هذه القبيلة، وتقريب قلوب أبنائها، وتوطئةٌ، وتحبُّبٌ إليهم ليدخلوا في الإسلام بعد أن صاروا أصهارَ رسول الله (ص) .

وفي هذا الزَّواج فقه النَّبيِّ (ص) في البناء الدَّاخليِّ للأمَّة، وتأدية حقِّ الشُّهداء في زوجاتهنَّ، وحقُّ هؤلاء الزَّوجات من أن يَنْهَلْنَ من نور النُّبوَّة ما يشاء الله أن ينهلْنَ لكي يُبَلِّغْنَ عن رسول الله.

وكانت أمُّ سلمة آخر مَنْ مات من أمَّهات المؤمنين، وكانت وفاتُها سنةَ إحدى وستين، وقد رَوَتْ عن رسول الله أحاديث، يبلغ مسندها ثلاثمئة وثمانية وثمانين حديثاً؛ واتَّفق البخاريُّ، ومسلمٌ على ثلاثة عشرة، وانفرد البخاريُّ بثلاثةٍ، ومسلمٌ بثلاثة عشر. لقد ساهمت في نشر العلم والحكمة عن رسول الله (ص) ، وبموتها انطفأ آخر مصباحٍ من مصابيح أمَّهات المؤمنين طالما شَعَّ النُّورَ، والهُدى، والعلم؛ فرضي الله عنها، وأرضاها!.

ثالثاً: مولد الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما:

قال الإمام القرطبيُّ - رحمه الله -: وُلد الحسنُ في شعبان من السَّنة الرَّابعة، وعلى هذا ولد الحسين قبل تمام السَّنة من ولادة الحسن، ويؤيِّده ما ذكره الواقديُّ: أنَّ فاطمة علقَتْ بالحسين بعد مولد الحسن بخمسين ليلةً، وجزم النَّواويُّ في التَّهذيب أنَّ الحسن وُلِد لخمسٍ خلونَ من شعبان سنة أربعٍ من الهجرة.

يقول عليُّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه: لـمَّا ولد الحسن سمَّيْتُه حرباً، فجاء رسولُ الله (ص) فقال: أروني ابني! ما سمَّيتموه؟ قلت: حرباً! قال (ص) : بل هو حسنٌ. [أحمد (1/98 و118)، وابن حبان (6958)، والبخاري في الأدب المفرد (823)، والطبراني في الكبير (2773)، والحاكم (3/180)، والبزار (1997)، ومجمع الزوائد (8/52)].

وهكذا غيَّر (ص) ذلك الاسمَ الحادَّ باسمٍ جميلٍ، يُدخل السُّرور، والفرحة على القلوب.

فحمل المولودُ الجديدُ اسمه الجميلَ، وحمله (ص) بين يديه، وقَبَّلَه، وهذا أبو رافع يخبرنا عن فعل رسول الله (ص) ؛ يقول: رأيتُ النَّبيَّ (ص) أذَّن في أُذُنَيِ الحسن - حين ولدته فاطمةُ - بالصَّلاة. [أحمد (6/9 و392)، وأبو داود (5105)، والترمذي (1514)].

وحدَّثنا أبو رافع عن عقيقة الحسن، فقال: لما وَلَدَتْ فاطمةُ حسناً؛ قالت: ألا أعقُّ عن ابني بدمٍ (بكبشين)؟ قال (ص) : «لا، ولكن احلقي رأسه، وتصدَّقي بوزن شعره من فضَّةٍ على المساكين، والأوفاض» وكان الأوفاض ناساً من أصحاب رسول الله (ص) محتاجين في المسجد، أو الصُّفة. ففعلتُ ذلك. [أحمد (390 و391)].

وأحبَّ (ص) أن يقدِّم عقيقة الحسن، فعقَّ عنه كبشين. [النسائي (7/166)].

وقد قال (ص) في العقيقة: «كلُّ غلامٍ مرتَهَنٌ بعقيقته؛ يُذبح عنه يوم سابعه، ويُحْلَقُ رأسُه، ويُسَمَّى». [أحمد (5/7 و8 و12 و17 و22)، وأبو داود (2837 و2838)، والترمذي (1522)، والنسائي (7/166)، وابن ماجه (3165)].

رابعاً: زيد بن ثابت رضي الله عنه يتعلم لغة اليهود سنة (4هـ):

وفي هذه السَّنة تعلَّم زيدُ بن ثابت كتابة اليهود، فعن خارجةَ بن زيد بن ثابتٍ عن زيد بن ثابتٍ: أنَّ رسول الله (ص) أمره أن يتعلَّم كتابَ اليهود؛ ليقرأه للنَّبيِّ (ص) إذا كتبوا إليه [البخاري (7195)]، فتعلَّمه في خمسة عشرَ يوماً، وفي روايةٍ أخرى: أنَّ رسول الله (ص) لـمَّا قدم المدينة، ذُهب بزيد إلى رسول الله (ص) ، وقالوا: يا رسولَ الله، هذا غلامٌ من بني النَّجار، معه ممَّا أنزل اللهُ عليك بضعَ عشرةَ سورةً، فأعْجبَ ذلك رسولَ الله (ص) ، وقال: «يا زيد! تعلَّمْ لي كتاب يهود، فإنِّي والله ما امن يهود على كتاب» قال زيد: فتعلَّمت له كتابَهم، ما مرَّت خمس عشرة ليلةً حتى حذقْتُه، وكنت أقرأ له كتبهم؛ إذا كتبوا إليه، وأجيب عنه إذا كتب. [أحمد (5/186)، وأبو داود (3645)، والترمذي (2715)].

وبهذا الخبر يتَّضح: أنَّ للتّرجمان مكانةٌ رفيعةُ في الدَّولة؛ إذ هو الَّذي يَطَّلع على أسرار الدَّولة وما يأتيها من مراسلاتٍ، أو ما ترسله من مُخاطباتٍ؛ إذ لا يصحُّ أن يطَّلع كلُّ إنسان على تلك الكتب الصَّادرة، والواردة؛ لئلا تختلَّ الدَّولة، وتُكشَفَ أسرارُها؛ ولذلك أمر النَّبيُّ (ص) زيدَ بن ثابت أن يتعلَّم لغة اليهود.

وتَعَلُّمُ زيد بن ثابت لغة يهود في خمسة عشر يوماً يدلُّ على ذكاءٍ مُفْرِطٍ، وقوَّةِ حافظةٍ، وقد كان رضي الله عنه ممَّن حفظ القرآن كلَّه على عهد رسول الله (ص) ، ومن أشهر كُتَّاب الوحي بين يديه، وهو الَّذي تولَّى كتابة القرآن وحده في الصُّحف في عهد الصِّدِّيق، وكان أحدَ كاتبي المصاحف في عهد عثمان رضي الله عنه، وأمْرُ رسولِ الله (ص) زيداً بتعلُّم لغة اليهود، وكتابتهم يدلُّ على أنَّ الإسلام يحبِّب إلى المسلم أن يتعلم لغة غيره وكتابتهم، ويتعرَّف على علومهم، ومعارفهم؛ ولا سيَّما إذا دعت لذلك ضرورةٌ.

 

يمكن النظر في كتاب السِّيرة النَّبويّة عرض وقائع وتحليل أحداث

                        على الموقع الرسمي للدكتور علي محمّد الصّلابيّ

http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/BookC-169.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022